Thursday, September 13, 2012

الورطة الأمريكية في ليبيا والخروج منها! / منذر السيد محمود


الورطة الأمريكية في ليبيا والخروج منها! / منذر السيد محمود


في لقاء قديم مع المفكر الكبير الدكتور عبد الله النفيسي في برنامج "بلا حدود" وفي جواب على سؤال معد البرنامج أحمد منصور حول ورطة الأمريكان في احتلال أفغانستان والعراق بيّن النفيسي مقدار الورطة التي أوقع بها بوش الابن أمريكا بها باحتلال هذين البلدين وكيف غرق في مستنقعيهما وأغلقت في وجهه المخارج فلا يستطيع الخروج منتصرا ولا يمكنه البقاء بسلام والشعب في هذين البلدين قد انتفض عليه ورد له اعتداءه بمقاومة أرقت مضجعه وخربت خططه حتى صار الجنود يعودون من هذين البلدين مجانين أو يكادون!

وعند سؤال طرحه منصور على النفيسي حول المخرج الآمن من هذه الورطة؛ نظر النفيسي إلى أحمد منصور بغاية الاستغراب وقال له: أحمد، أتريدني أن أدل الأمريكان على مخرج؟! هل تظنني سأساعدك الأمريكان المحتلين بكلمة واحدة؟! -أو نحوا من هذا الكلام فما أكتبه من الذاكرة-.

واليوم وقد تورط الأمريكان في ليبيا ورطة هي أشد من ورطة الليبيين أنفسهم؛ هل نتكلم بما يفيدهم ونقدم لهم معروفا أم ندعهم يتخبطون ويدورون حول أنفسهم كما "الخنفسة في الطاسة"! سنتجاوز الحدود التي وضعها النفيسي لنفسه ونقول قولا يفيدهم -وأجرنا على الله- ليس من أجلهم بل لنجنب أهلنا في ليبيا حربا ليسوا بحاجة إليها!

إن الأمريكان الآن في ورطة حقيقية فسفيرهم مات خنقا ولنقل قتل! فلا ندري من قتله! ولا نعرف كيف قتله! وإن كان في خضم إنكار إساءة حقيرة من الثقافة الأمريكية لما لا تبالي به من حرمة الأنبياء ومقدسات الشعوب!

ولو أرادوا أن يأخذوا بالثأر من الشعب الليبي وتوجيه الضربات إليه فسيعلنها الليبيون حربا عليهم وهم في غنى عن ذلك ولمّا يتعافوا من استنزاف حربي أفغانستان والعراق ولمّا يعد لجنودهم الذين أصيبوا بالخبل وشيء من الجنون بعد رشدهم!

وإن أرادوا إنزال قوات ومشاة على الأرض فستكون الكارثة الحقيقية عليهم أمام شعب مسلح ومدرب على حرب حقيقية خاضها بفضل دعم الغرب والشرق للقذافي مما أعاد لليبيين حيويتهم العسكرية المعطلة عبر عقود!

وإن أوعزوا للحكومة الليبية بفتح السجون والبدء بحملة قمعية وسجن عشوائي لألوف الثوار وبالطبع سيركزون على كل من هو إسلامي كما يشتهي العلمانيون وينتظرون الفرصة والحقد يقطر من أفواه من أمكنه التحدث منهم كسفير ليبيا في بريطانيا أحمد جبريل في لقائه اليوم مع البي بي سي والذي كان محور حديثه كله يدور في فلك أن الشر كله مبعثه ومصدره ممن كان جالسا في البيوت أيام الثورة واستغل الانفلات واستولى على الأسلحة فيما بعد وصار يعيث في الأرض فسادا وهم الإسلاميون كما يرى هذا المخبول! على أن من قاتل القذافي هم من العلمانيين الأفذاذ أمثاله!!!

ولمّا كانت الحكومة ضعيفة والأسلحة في أيدي من تعادي أمريكا مسبقا وطابورها الخامس الدائم في بلداننا "العلمانيون واليساريون -نعم اليساريون!-" ولن تتمكن من محاربتهم والقضاء عليهم وزجهم في السجون بدعوى أو بأخرى إلا باجتذاب بعضهم وضرب بعضهم ببعض وبالتالي فتح أبواب حرب أهلية حقيقية ستؤدي إلى تفلتات أمنية توجد بؤرة في المنطقة لا يمكن السيطرة عليها من أي طرف من الأطراف بل منها مجتمعة، وهم بلا شك في غنى عن هذا!

ولكن هل يمكن أن يكونوا هم من قتلوا سفيرهم بتدبير منهم ليوجدوا بلبلة في المنطقة؟! أستبعد ذلك تماما كما أستبعد الرواية الباردة التي تعزو أحداث برجي مانهاتن إلى المخابرات الأمريكية؛ لأنها كانت صفعة مدوية لأكبر إمبراطورية في العالم، ولولا جبن الدول الأخرى وإحجامها عن استغلال الحدث لصالحها لما رأوا من هيجان الثور الأمريكي يومها لكانت أمريكا وعظمتها في خبر كان! فلن يصل الغباء الأمريكي إلى هذه المرحلة وليست بحاجة إلى هكذا غزوات على أرضها لتجد مبررات لتهاجم دولا أخرى، وهي التي تهاجم بلا مبرر أو بمبررات واهية أشبه بذر الرماد في العيون كما فعلت في شأن العراق وأسلحة الدمار الشامل المزعومة!

فما الحل إذا وكيف يمكن أن تتخلص من ورطتها هذه؟!

إن الحل يكمن في علاج المسألة المسببة للمشكلة الحاصلة من جذورها؛ فلتتخلى عن بعض نفاقها وبعض عداوتها للمسلمين والعرب ولتنعم بهدوء ربما يصل إلى درجة الملل!

إن عداوة المسلمين لها ليس مصدره المسلمين أنفسهم ولا نظرتهم إليها ولكن مصدره ثلاثة أمور:

أولها: محاولة الغرب وعلى رأسه أمريكا التحرش بهم باستمرار وبالذات في مقدساتهم!

وثانيها: عملهم الدؤوب على سرقة ثرواتهم ونهبها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الحكام الخونة الذين تدعمهم وتثبت كراسيهم إن ظاهرا أو باطنا! ودعمها لهؤلاء الحكام هو السبب الثالث!

والسببان الثاني والثالث ربما كان من الصعوبة التخلي عنهما من الغرب بعامة وأمريكا بشكل خاص؛ لأنها دولة قائمة على استغلال الشعوب واضطهادها بطريقة أو بأخرى فالثقافة الأمريكية قائمة على التسلق على أكتاف الآخرين للوصول إلى الهدف وكأن الله لم يخلق سلالم تنصب لإنجاز هكذا أمور فلا يرون سلما إلا أكتاف الشعوب وسرقة خيراتها ووضع الخطط الدنيئة للاستيلاء على خيراتها بأسهل الطرق وأهونها عليهم وإن كان ذلك بالحرام والحلال ميسر بل يصدق عليهم أن يقال:
لا يريدون العنب فحسب بل يريدون قتل الناطور أيضا، ولو لم يكونوا مضطرين لذلك! ليثبتوا هيمنتهم وليرضوا غرورهم المريض، وهذا الأمر لن يتخلوا عنه وكل شركائهم ومشابهيهم في العالم حتى يصير لبلادنا كيانات قوية تعيد الأمور لنصابها وتعطي كل ذي حق حقه!

وأما السبب الأول للعداوة وهو التحرش بالشعوب والإساءة إلى مقدساتها عمدا في الغالب لإرواء الروح الصليبية المتجذرة في نفوسهم بالرغم مما يدعونه من العلمانية! وعدم تركنا في حالنا، وسماحهم لكل مسيء ليقول عنا ما شاء افتراء وكذبا -ولو كان حقا لما غضبنا إذ نفخر بكل ما جاء به ديننا ونعلم أنه الحق المبين-، بدعوى الحرية فسيفتحون على أنفسهم باب الكره بل الحقد ومع ذلك تسمع بعض مفكريهم البلهاء يتساءلون: "لم يكرهنا المسلمون؟"

ويتعامون عن مبادئهم السافلة في الإساءة باسم حرية التعبير؛ وتبا لحرية التعبير إن كانت بالافتراء والكذب والجبن عن نقل الحقائق، ولا يكتفون بذلك بل يؤوون إليهم كل حاقد سافل، لم نريه من أنفسنا إلا خيرا وعاش آباءه وأجداده بين أظهرنا مكرمين يتمتعون بحقوق لا تحلم بها كثير من شعوب العالم اليوم، فتشربت نفسه الدنيئة ثقافتهم العاهرة الحاقدة على خاتم الأنبياء الذي بشر به موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام جميعا ويسمحون لهؤلاء اللئام بأن يفتروا على أعينهم وبمعرفتهم ويشتمون أعز ما لدينا ويحاولون النيل منه ومن سيرته البيضاء النقية؛ ثم يتساءلون بكل بلاهة:
لم أنتم غاضبون؟! ولم تعادون حرية التعبير؟!!!

إن الحل الأوحد لهذه المشكلة أن يجرموا -وهذا حق بلا شك ولا ريب- التعرض للأنبياء والمرسلين ويجعلوا ذلك أولى من تجريم "معاداة السامية" -والتي نحن العرب ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم الأولى بها لا اليهود الذين اجتموا حثالات من كل درب وصوب- وأولى من تجريم بعض الدول الخانعة للوبي الصهيوني لـ "إنكار المحرقة: الهولوكست"
 فلئن أمنوا وبدون وجه حق من مكر يهود في هذين الأمرين وجرموا لأجلهما مالا يجرم وهم لا يزيدون عن عشرات ملايين فليشرعوا بوجه حق تجريم من يتعرض لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وليأمنوا عداوة مليار ونصف مليار مسلم حقيقي -سني- في طول العالم وعرضه وليوفروا على أنفسهم حربا لا يطيقونها مع هذا العالم، إن لم تكن اليوم ففي الغد، ولا شك أنهم الرابحون وليدعوا النفاق الذي يحتجون به ويستترون خلفه المسمى زورا وبهتانا بحرية التعبير فما هو إلا حرية التعيير افتراء وكذبا، وهو أمر مرذول في كل الأعراف والمبادئ المحترمة، ومما يتوافق مع حقوق الإنسان ألا يعتدى على إنسان بغير وجه حق إن كانوا صادقين فيما يدعون من حرصهم على حقوق الإنسان!

هذه نصيحتنا للأمريكان:

لا تفتحوا على أنفسكم أبوابا لم تفتح!

ولا تدخلوا شعبكم في حرب يكون بها القضاء على دولتكم المؤلفة من اتحاد قابل للتفكك بأدنى هزة في العمق!

لا تتحرشوا بنا، وابتعدوا عن مقدساتنا، ولا تنهبوا ثرواتنا، ولا تدعموا الظلمة من حكامنا؛ وعندها فلا عداوة بيننا وبينكم!

هاكم الحل ولينعم سفراءكم بالأمان فلا يضيعون ودماءهم في أحداث لا يعرف ما كنهها وما دار فيها!     

Thursday, September 6, 2012

وثيقة باسم وحيد العين ؟ الخطر النصيري واطماعهم .


وثيقة باسم وحيد العين ؟ الخطر النصيري واطماعهم .
الشيخ محمد سرور زين العابدين

شهد العالم كله منذ عام وزيادة المجازر التي ارتكبها النظام النصيري بمدن وقرى محافظة حمص : تلكلخ ، الرستن ، القصير ، تلبيسة ، الحولة . وهذه المجازر تشتد حول خمص العاصمة حتى تبلغ حد التدمير . نحن أهل سورية ومعنا العرب والمسلمون : نصرخ ، نشكو ، نبكي ، نتابع بتوتر هذه المشاهد بالصوت والصورة .. فيرد علينا الفرس أو رافضتهم أو الروس بالمساعدات العسكرية والمادية يرسلونها لنظام آل الأسد ، وكذلك بالخبراء والمقاتلين وهذا كله ليستعين به النظام على قتل أهلنا في الشام . أما أمريكا وحلفاؤها فتبيعنا كلاما ً متناقضا ً ولا تخفي بشكل أو بآخر خوفها من المارد " السني " الذي تطلق عليه الأكثرية ، كما لا تخفي خوفها على مستقبل الكيان الصهيوني – حليف النظام النصيري - .

تذكرت وأنا أتابع عملية تدمير حمص وثيقة ً كان قد نشرها شيخ نصيري بتاريخ ] 25/11/1387 هـ [ أي بعد هزيمة حزيران 1967م باسم : عبد الرحمن . خ وغلب على الظن في ذلك الحين أنه عبد الرحمن الخير من أهل مدينة " جبلة " الساحلية ، وهو معروف عند أهلنا في الساحل السوري .

والسؤال الذي يسأله كل من اطلع على هذه الوثيقة كيف أقدم هذا الشيخ على نشر هذه الوثيقة السرية الخطيرة ، وكيف تركوه يمشي على الأرض بعد نشرها ، وتاريخهم في هذا الشأن معروف ؟! . فكان جواب أكثرنا : الشيخ شخصية مهمة ، وقد صحا ضميره فأعلن إسلامه ، ومن ثم فهو ابن عائلة لها ثقلها داخل الطائفة ولا يستطيعون قتله .

أما اليوم فأرى تفسير بعضنا لا يخلو من سذاجة وحسن ظن ، فموقف الطائفة بعد هزيمة حزيران كان ضعيفا ً ويخشون أن يفاجئهم انقلاب عسكري يطيح بالنظام فأراد إنقاذ الطائفة وتحميل المسؤولية لمجموعة من الضباط المغامرين ، ودليلي على ذلك بأن الشيخ غيّر موقفه بعد انقلاب حافظ الأسد عام 1970 م ،وتبين أنه ما يزال على دين قومه ويزعم بأن ما ينسب إلى الطائفة من عقائد ومواقف لا أصل لها ، فهم مسلمون وكفى !! ثم لم يعد يعترف بهذه الوثيقة وبما ورد فيها من أسرار خطيرة .
وثيقة وحيد العين ليست أول وثيقة تكشف سعي النصيريين من أجل إقامة دولة خاصة بهم . لقد أقامت فرنسا لهم دولة ً في أول أيلول سنة 1920 م اسمها ( دولة العلويين ) وعين لها حاكم فرنسي . ورفض زعماء الجبل وحدة سورية سنة 1936 م ، كما أعلنوا العصيان المسلح سنة 1946 م .

ويسعى النصيريون منذ القديم إلى النزوح إلى الساحل وإلى مدينة حمص التي يعتقدون أنها مدينة سيدهم وحيد العين ، كما جاء في كتبهم السرية .
شيخ عشيرة حمصية عركته الأيام فألبسته وعيا ً وثقافة ً. كان من المسؤولين في الحزب القومي السوري ثم ترك الحزب وتاب إلى الله . حملت إلى الشيخ هذه الوثيقة في عام 1402 هـ ، فقال رحمه الله :
منذ خمسين سنة سمعت النصيريين يغنون في أعراسهم الأغنية التالية :
عين عيني الشيخ صالح المجيدل صارت ضيعتنا
وبكرة بنوخذ فيروزة وحمص مدينة سيدنا
الكلمات :
الشيخ صالح : أي صالح العلي .
المجيدل : قرية بين حمص والجبل سيطر النصيريون عليها وطردوا منها أهلها .
فيروزة : قرية تقع في وادي النصارى القريب من حمص ، ويعنون أنهم سيحتلون فيروزة بعد أن احتلوا المجيدل .
وحمص مدينة سيدنا : أي سيدهم وحيد العين ، وهي عاصمة دولتهم التي يتطلعون إليها ويعملون من أجل إبرازها إلى حيز الوجود .

وإذن منذ خمسين سنة وعامة النصيريين يعلمون بمخططات قيادتهم ، وقد ذكرت هذه الأغنية لبعض أصدقائي والذين يسكنون المدن والقرى المجاورة لجبال النصيرية فأكدوا صحتها ... وإلى الله المشتكى من كيد الكافرين وضعف المؤمنين وفيما يلي نص الوثيقة :

بسم الله الرحمن الرحيم
وحيــد العيــن
بيان إلى أبناء الطائفة العلوية

إخواني في العقيدة أبناء الطائفة النصيرية في كل مكان :
في هذه الفترة التي تسير فيها سورية الحبيبة المناضلة المجاهدة بخطى سريعة نحو الموت والفناء ... أبت علي كرامتي ووطنيتي وإخلاصي لطائفتي وأمتي العربية أن أقف مكتوف اليدين والألم المضض يهصر قلبي لما آل إليه وضع البلاد التي تتخبط بالفوضى والاستئثار ، والخيانات والسرقات ، وبذر بذور الطائفية الرعناء ، وكبت الحريات بشكل تأباه العدالة والكرامة الإنسانية حيث لم يبق قانون ولا حق ولا دين ، بل تصرفات صبيانية رعناء يرتكبها صلاح جديد وحافظ الأسد باسم "حزب البعث " من حيث الظاهر ، وباسم الطائفة النصيرية العلوية المسلمة من حيث الباطن . لذلك رأيت من واجبي ، بعد أن لمست تلاعب الطغمة الحقيرة بعقول السذج من مشايخ وأبناء الطائفة أن أضع النقاط على الحروف مبينا ً أوجه الخطر المحدق الذي يهدد كيان الطائفة ويمرغ سمعتها في الأوحال .
وأنا لا أقصد من وراء عملي هذا الطعن في شخصية الطائفة النصيرية المسلمة التي يشرفني الانتماء إليها ، بل اثبات الوقائع واظهار الحقائق لتلافي الكارثة قبل وقوعها ، ولأطمئن على مصير الطائفة بعد أن تتخلص سورية من هذه الطغمة الحقيرة السادرة في غيها . إذ لابد أن يأتي اليوم الذي سيطوّح الشعب بغاصبيه الذين جروا البلاد إلى شفا الخراب والدمار بوحي من الصهيونية والاستعمار .

أخي العلوي :
أستصرخ ضميرك الحي يا من كنت عبر التاريخ رمزا ً للسمو الخالد ومثالا ً للكفاح المرير لتعلن تنصلك ممن جعلوا طائفتك مضغة ً في الأفواه ... وأبرأ إلى الله من مسؤولية هؤلاء وأعتبرهم مسؤولين عما يحدث لاشباع شهواتهم المتعطشة إلى التسلط .
كان لابد من توجيه هذا النداء الحار قبل الدخول في صميم الموضوع كواجب لابد من أدائه باعتباري أحد أبناء الطائفة العلوية ، وأنا أتطلع بألم وحزن إلى موقف الطائفة العلوية الحرج حيث راح أعداؤنا يرموننا بعين النقد بالرغم من أعمالنا المسجلة في تاريخ الكفاح السوري بمداد من الفخر والشرف والمجد ومناهضة الاستعمار وحب الحرية .
تأثير الفرق الغالية في الإسلام على وحدة الصف العربي :
ليس بمقدور الإنسان المدرك والمواطن الصالح الذي ينهد إلى الكمال والمثالية متجردا ً جهد الطاقة من التعصب الديني ، متمسكا ً بحرية التفكير ، معتمدا ً على العقل والمنطق للاهتداء إلى الحق والوصول إلى الحقيقة الخالصة من التعصب ... إلا أن يطلق كلمة الصدق عالية مجلجلة ليسمعها القاصي والداني .
أخي في العقيدة والوطنية والعروبة :
لا تعتب علي ولا تكل لي الاتهامات جزافا ً إذا كنت صريحا ً معك إلى هذه الدرجة من الصراحة ، لأنني أشعر وأنا أضع بين يديك هذه الحقائق بأنها ستكون لك مشعلا ً ينير لك الطريق ويرشدك إلى سواء السبيل ، وتسهل لك نبذ الترهات والسفاسف إذا ما رجعت إلى ضميرك الحي وعقلك السليم بإرادة قوية وعزيمة ثابتة وإيمان مكين بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد .
أخي في العقيدة :
تعال معي لنعد قليلا ً إلى الوراء ... إلى ذلك اليوم الذي بعث فيه رسولنا الكريم ونبينا العظيم بالهدى ودين الحق ليخرج الناس بإذن الله إلى صراط العزيز الحميد .
بعثه الله رحمة ً للعالمين ، لينشر دين التوحيد في العالم كله ، ويصلح العقائد الفاسدة ويدعو الناس إلى المثل الأخلاقية العليا ، والمساواة والحرية ، ومناصرة الفضيلة في ضوء العقل والمنطق .
ولقد طالب النبي المختار صلى الله عليه وسلم الناس كافة ً بالإيمان بالله وحده لاشريك له ، والإخلاص في عبادتهم ، والتعاون على البر والتقوى ، والامتناع عن الإثم والعدوان بعد أن أعلن بأن الدين لله .
ولم يعتمد عليه الصلاة والسلام في أداء رسالته إلا على العقل والحجة والتفكير المنطقي السليم ولم يكن لديه من المعجزات إلا كتاب الله .
ولما كان العرب قبل ظهور الإسلام متفرقي الكلمة ، مضطربي الأحوال ، فقد استطاع الرسول الكريم أن يجمع كلمتهم ويوحد بينهم ، ويزيل الخصومات ويؤلف بين القلوب ، فأصبحوا إخوانا ً متحابين متعاونين بعد أن كانوا أعداء متقاتلين .
نعم يا أخي في العقيدة تمكن البشير النذير والسراج المنير أن يجمع العرب على دين واحد هو توحيد الله ، وعلى رئيس واحد هو رسول الله وقانون واحد هو كتاب الله .
وبذلك استطاعوا أن يفتحوا العالم ، ويرثوا مجد الفرس والروم في أقل من قرن .
ولكن العناصر الشعوبية التي دخلت الإسلام واستطاعت أن تتسلل إلى المراكز الدينية الحساسة هالهم عندما لمسوا تضامن العرب واتحادهم وما وصلوا إليه من أمجاد ، فراحوا يبثون روح التفرقة والتنازع ويبذرون الاختلافات باسم الغيرة على الدين والحفاظ عليه .
ومما لا يقبل الشك أن هؤلاء قد استطاعوا أن يتلاعبوا بعقول بعض السذج من الموتورين والحاقدين والغلاة الذين التفوا حولهم بعوامل الحب والولاء لآل بيت رسول الله صلى الله وعليه وسلم .
وأول خطوة اتخذت لزلزلة أركان الدين الحنيف هي الخطوة التي ابتدعوا فيها فكرة الإمامة وأنها حق مفروض على الأمة الإسلامية من عند الباري عز وجل ، ولقد أعطوها صفات قدسية روحانية لا تمت إلى الإسلام بأية صلة ، وقالوا إنها حق مكتسب لآل بيت الرسول جاءتهم من عند الله ، وأن الشمس تستحق التقديس عند شروقها ومغيبها .
ومع مرور الزمن تطورت هذه الفكرة فوضع لها أصول وأحكام وشروط أوصلت الإمام إلى مرتبة الألوهية ، والشمس إلى العبادة .
والخطوة الثانية التي اتخذت في هذا المجال كانت إيجاد التأويل الباطني والقول بالباطن والظاهر وذلك لتقويض دعائم الذين واستئصال شأفته ، وما عتموا بعد ظهور هذه الأفكار أن تفرق المسلمون أصحاب الدين الواحد إلى فرق ومذاهب شتى متناحرة متنابذة يلعن بعضهم بعضا ً ويكفّر أحدهم الآخر ، مما أدّى بالتالي إلى إزهاق الملايين من النفوس البريئة على مذابح النعرات الدينية .
أخي في العقيدة :
أراك بعد كل هذا وقد أصبحت في غاية الشوق إلى معرفة بعض الحقائق عن مذهبك وعقيدتك الباطنية لتعرف إلى أي مدى تنسجم مع الدين الإسلامي ولتتأكد بنفسك الخيرة نوعية الأمور الدخيلة عليه .
هلم معي لندرس سوية بعض النصوص الخطية التي زرعها في كتبنا الدينية السرية من يسمونهم الحجج والأبواب والنجبا والنقبا أمثال :
المفضل الجعفي وميمون القداح ، وأبو شعيب النميري ، وأبو الخطاب وغيرهما .
لنرى إلى أي حد تنسجم مع الإسلام وإلى أي مدى تخدم الصهيونية :
كيف أسس المذهب النصيري :
تاريخ الباطنية في الإسلام يرمز من طرف خفي إلى أولئك الغلاة أصحاب البدع الذين تبرأ منهم جعفر الصادق (ع) استطاع هؤلاء أن يتلاعبوا في صفوف الشيعة ففرقوا شملها وجعلوها فرقا ً وأحزابا ً يتزعم كل منهم إحداها ويضع لها الأسس والمباديء التي تتفق مع ميوله والغاية التي ينتهي إليها والهادفة إلى تقويض دعائم الدين ، ومن هؤلاء :
1- ميمون القداح الديصاني اليهودي الفارسي مؤسس الفرقة الميمونية وواضع المباديء القرمطية الهدّامة .
2- المفضل الجعفي أصل كل رواية باطنية ومؤسس الفرقة المفضلة الغالية .
3- أبو الخطاب المجوسي الذي يمت بصلة القربى لأحد الكهان اليهود في البصرة ، ولما شعر الإمام الصادق (ع) بأنه استطاع أن يغوي ولده اسماعيل بن جعفر تبرأ منه ونزع ولاية العهد عن ولده اسماعيل . وبالرغم من كل هذا تمكن من إيجاد الفرقة الخطابية ، وساهم بوضع مباديء الإسماعيلية والقرامطة .
4- محمد بن سنان خازن علم الباطن ومؤسس الفرقة السنانية .
أخي العلوي في كل مكان : لا تتسرع في الحكم قبل أن تنتهي من مطالعة كل الحقائق التي سأسردها عليك لتعرف مواطن الداء ومن هم أصل البلاء.
أما أنا فأقول لك بأن أصل الغلو والزندقة والتطرف هؤلاء الأربعة مجتمعين لأنهم كما يشتم من تاريخهم الأسود اعتنقوا الإسلام وافتعلوا الولاء لآل بيت رسول الله للتغطية ، وليتمكنوا من تنفيذ المخطط اليهودي الهادف إلى تحطيم الدين الإسلامي ... هؤلاء هم الذين وضعوا الأسس والمباديء العقائدية الباطنية الغالية ، وظلت الفرق التي نوهنا عنها آنفا ً تعمل بموجبها حتى عام 260 هـجرية حيث أعلنت غيبة الإمام الثاني عشر محمد بن حسن العسكري (ع) عندما ظهر من أحفاد هؤلاء شيخ آخر ( وحيد العين ) يتمتع بذكاء خارق ودهاء منقطع النظير هو ( أبو شعيب بن نصير البصري النميري ) الذي عكف على دراسة المباديء والأسس لكافة الفرق الشيعية المتطرفة فصهرها في بوتقة واحدة وصاغ منها المعتقدات النصيرية السرية التي لايزال حتى يومنا هذا القسم الأكبر من المشايخ السذج يطبقونها وينطلقون منها في وعظهم وإرشادهم ، ولقد جعل ( أبو شعيب ) أو سيدنا ( وحيد العين ) ( قدّس الله سره ) المحور الرئيسي الذي تدور عليه العقيدة اطلاق صفة الألوهية على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتسميته ( بأمير النحل ) حيث شبه المؤمنين بالنحل وهو أميرهم ، كما منح نفسه لقب الباب الذي يحل محل ( أمير النحل ) ويمثله .
ثم جاء بعده الشيخ الجنبلاني ، والجلي ، والزاهري ، وجبين المذهب الشيخ علي الصوري ، والخصيبي ، فأوجدوا المراتب والحجب والأظلة والقباب ، والنقبا والنجبا ... الخ ودعوا إلى عبادة الشمس والقمر والحلول أي حلول ( الألوهية ) في ( أمير النحل ) وبابه سلمان الفارسي وأن سلمان خلق المقداد ، والمقداد خلق الناس ، لذلك فهو رب الناس ، وأوجدوا الاجتماعات السرية والقداسات والصلوات التي نذكر بعضا منها لنرى إلى أي مدى تنسجم مع الدين الإسلامي الحنيف :
مقتطفات من صلاة الترابية : ( قد فاز وأفلح من أمسى وأصبح بمعنوية مولاي علي أمير المؤمنين الأنزع الأصلع والأجلح ابتديت بأول إجابتي بالإقرار لقدس معنويته مولاي ( أمير النحل ) علي حيدرة أبي تراب ، منه أستفتح وفيه أحيا وأنجا وفيه أفوز وفيه أستغني وفيه أختم وهو ربي ورب آبائي الأولين ورب الآخرين ورب الخلائق أجمعين ، وأقول كما قال ( وحيد العين ) سيدي ( ابو شعيب ) محمد بن نصير إلى يحيى بن معين السامري قال : ( إذا دهت بك داهية في الحياة ونزلت بك نازلة في الممات فقل يا مولاي يا علي بك استعنت وعليك توكلت يا دليل الأدلة ... ونقول كما قال شيخنا وسيدنا ( أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي ) شرف الله العلي مقامه ونزه الله شخصه ... وها هي فقرا من صلاة ( الجلية ) :
( اللهم أني أسألك يامولاي يا علي يا نور الأنوار يا رب الأستار عزيز يا غفار يا واحد يا قهار يا حيدر يا كرار يا خالق الليل والنهار يا من تتوجت بالأنوار يا منزل الكتاب يا مظهر الحجاب ، يا من تجليت بنورك العجيب ... وتراءيت لخلقك بنور ذاتك وتجليت لهم بنور مقامك ، يا من تسميت بالعلوية واحتجبت بالمحمدية ، واستويت بالسلسة ... أن تجيرنا وإخواننا المؤمنين من سائر الفتن ما ظهر منها وما بطن حتى نذكر الولي ابن الولي أبي الحسين ( محمد بن علي الجلي ) عليه وعلى إخوانه الرضا والرحمة سر الشيخ التقي وإخوانه .. يا مولاي يا أمير النحل يا علي ) .
مقتطفات من صلاة ( الفتح ) : قوله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، فسبّح بحمد ربك واستغفره إنه كان توّابا ) آمنت وصدّقت وبالحقيقة نطقت ونطق لساني ، وأقرت جوارحي بشهادة أن لا إله إلا مولاي علي أمير المؤمنين فتح لنا فتحا ً مبينا ً وثبتنا على الحق إلى صراط مستقيم وأشهد أن مولاي أمير المؤمنين اخترع السيد ( محمد ) من نور ذاته وغايته متجليا ً منه كالفتق من الرتق وكالحركة من السكون وكشعاع الشمس من الشمس ..
واشهد أن السيد محمد خلق السيد سلمان بأمر باريه وغايته ومبديه ومخترعه وخالقه ... وجعل باب وسبب أسبابه وغايته طلابه لا يدخل إلا منه وأشهد أن السيد سلمان اختص لنفسه الخمسة الأيتام الكرام الذين ما ضمهم ضم وسماهم وكناهم وجعلهم رؤساء العلم والإيمان أولهم وأعلاهم يتيم دين الله الأكبر والمسك الأزفر والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر الألف سيدنا المقداد وأبو الذر وعبد الله بن رواحة طريق الهدى للندمان و ... يا أمير النحل يا علي يا عظيم .
أخي المسلم في كل مكان :
هذا غيض من فيض من الإلحاد والغلو والحلولية حشد في كل ما يمت بصلة إلى المعتقدات النصيرية السرية رأينا أن نضعها أمامك لتقول كلمتك فيها ، فهل يا أخي بعد هذا الكفر كفر ..
ولا تحمل مسؤولية الإلحاد والكفر للمغرر بهم والمضللين والمخدوعين من أبناء الطائفة بل حمّل المسؤولية وكل المسؤولية للمشايخ الذين يتخذون من هذه الصلوات والدعوات وسيلة للارتزاق والعيش في بحبوحة بينما العامة يتضورون جوعا ً وحرمانا ً ويحظر عليهم الاطلاع على ما جاء في الدين وما عليهم إلا الطاعة العمياء .
أخي العلوي .. أخي المسلم :
عندما تفتحت مداركي على الحياة في أسرة عريقة المشيخة وزعامة الدين بدأت أقرأ كل ما تصل إليه يدي من الكتب السرية فأخلو مع نفسي وأنا أقف مشدوها ً أمام الرموز والإشارات الإلحادية التي لا تمت إلى الإسلام بأية صلة وكنت كثيرا ً ما أناقش والدي في أكثر هذه الأمور فكان يزجرني ويوبخني وأخيرا ً حظر علي لمس أي كتاب .
وهنا تولدت في مخيلتي الشكوك فأخذت أبحث وأنقب وأدرس حتى استنرت روحيا ً وفكريا ً فبدأت أحمل لواء المعارضة وأطالب بوجوب غربلة كافة المعتقدات النصيرية العلوية وتشذيبها مما علق بها من أدران لتأتي منسجمة مع الدين الإسلامي الحنيف .
ولكن المشايخ الذين اتخذوا من هذه الأراجيف وسيلة للخداع والنصب وابتزاز الأموال وقفوا سدا ً منيعا ً في وجهي ولكنهم بالرغم من قوة نفوذهم وسيطرتهم على العامة لم يتوصلوا إلى اطفاء شعلة الحق في نفسي التي لا تأخذها في الحق لومة لائم .
موقفي من المؤتمرات والمنظمات النصيرية :
هذه الوقائع الخطيرة والمؤامرات الحقيرة على الوطن الأم لابد لي من اطلاع الرأي العام العربي والإسلامي عليها وعلى تفاصيلها وما دار فيها من نقاش مهما كانت النتائج وذلك لأن الديانة بمفهومي تأمر بقول كلمة الحق وتحض على الأخوة ، وفي عرفي من ينهد إلى ايقاع الشقاق بين المسلمين ليس بعربي ولا مسلم .
الاجتماع الأول في القرداحة
في عام 1960 تنادى مشايخ النصيرية سرا ً لعقد اجتماع لهم في قرية القرداحة يحضره كبار الضباط النصيرية وعلى رأسهم كل من محمد عمران ومحمد نبهان وصلاح جديد وحافظ أسد . وكان الهدف الرئيسي من هذا الاجتماع التداول والاتفاق على كيفية انخراط الضباط النصيريين في صفوف حزب البعث لاستغلاله وجعله سلما ً للوصول إلى الحكم . وفي نهاية الاجتماع اتخذت القرارات السرية التالية :
1. منح محمد عمران رتبة ( البابية ) وتكليفه بالتخطيط للمنظمات العسكرية وكيفية توزيعها على المنظمات الوطنية لاستغلالها والتستر بها .
2. الموافقة على بقاء عمران في صفوف الوحدويين من ناحية التظاهر .
3. التغرير بالضباط الدروز والاسماعيلية للتعاون معهم .
4. منح عزة جديد رتبة ( نقيب ) في المذهب .
5. الموافقة على احلال ( إبراهيم ماخوص ) محل والده في رتبته الدينية .
6. تكليف المشايخ دعوة أبناء الطائفة للتضامن والتعاون وتشجيعهم للانخراط في الجيش .
هذه هي قرارت المؤتمر النصيري الأول الذي مهد للمؤتمر الثاني الذي عقد في حمص بعد 18 تموز 1963 م لدراسة النتائج المتأتية عن الدور الذي لعبه محمد نبهان في حوادث 18 تموز وأدّى إلى تسريح أكثر من 400 ضابط من أنصار عبد الناصر .
الاجتماع الثاني في حمص :
ومن البديهي أن يضم الاجتماع االثاني عددا ً أكبر من المشاريع بالإضافة إلى كل من الضباط الآتية أسماؤهم : عزت جديد ، ومحمد عمران ، وحافظ أسد ، وإبراهيم ماخوص :
وفي نهاية الاجتماع اتخذت القرارات التالية :
1. ترفيع نبهان إلى رتبة ( نجيب ) تقديرا ً لدوره الفعّال في 18 تموز .
2. منح محمد عمران الوشاح البابي الأقدس وتكليفه بمتابعة نشاطه في حقل الناصريين .
3. إعادة النظر بالتخطيط الموضوع بشأن انضمام المزيد من أبناء الطائفة المثقفين إلى حزب البعث والدخول باسم الحزب في الكليات العسكرية ومؤسسات الجيش .
4. التخطيط البعيد لتأسيس الدولة النصيرية وجعل عاصمتها حمص .
5. تكليف صلاح جديد بقيادة وتوجيه العناصر النصيرية ومنحه أرفع رتبة عسكرية ( مقدم ) .
6. مواصلة نزوح النصيرية من كافة قرى الريف إلى المدن وخاصة حمص واللاذقية وطرطوس .
7. منح حافظ أسد رتبة ( نجيب ) وهي تلي رتبة ( جديد ) .
8. منح عزت جديد وعلي حماد رتبة ( المختص ) .
9. السعي لاستئصال العناصر الدرزية والإسماعيلية الموجودين في صفوف الجيش والعمل على احلال العناصر النصيرية محلهم .
10. تسليم القيادة المدنية السياسية إلى إبراهيم ماخوص وإعداده ليكون رئيسا ً للوزارة النصيرية المنشودة . وافق الجميع على هذه القرارات التي قدّمها الشيخ علي ضحية بإيعاز من الباب محمد عمران ، ولكنني استهجنت استغلال الدين والطائفة من أجل أمور دنيوية بحتة وحذرت المؤتمرين من مغبة هذا العمل اللاوطني ، وذكرت لهم بأن العرب والمسلمين سيتألبون عليهم في كل مكان ، ونوهت لهم بأنهم مهما أوتوا من قوة لن يستطيعوا الصمود في وجه الشعوب عندما يعلنون صراحة ً قيام الدولة النصيرية المنشودة .
أما منح الرتب الدينية المقدسة لأشخاص لا علاقة لهم بالدين فمخالف للأصول والأحكام ولن أوافق عليه مطلقا ً ، وأفهمت المشايخ بأنهن إذا كانوا يرغبون في الحفاظ على الطائفة يجب أن يكونوا أوفياء لبلادهم فيعملوا لإبعاد الدين والطائفة عن سياسة الاستغلال والتآمر . وبالرغم من هذا الموقف فقد أقرت المقترحات وانتخبوا وفدا ً يضم ثلاثة مشايخ هم : الشيخ علي ضحية ، والشيخ أحمد سلمان الأحمد ، والشيخ سليمان العلي لنقل قرارات الاجتماع وليقدموا التهاني لأصحاب الرتب الجديدة .
وفي اليوم التالي لوصول الوفد إلى دمشق استدعاني جديد وأسد إلى دمشق حيث تقابلنا في بيت العميد علي حماد وجرى نقاش حادّ كشفت فيه كل شيء .
وبالفعل اقتنع العميد حمّاد بوجهات نظري وقال : إن مجرد التفكير الآن بإعلان الدولة ( النصيرية ) سيقلب الدنيا على الطائفة ، لذلك أرى حرصا ً على كيان الطائفة أن يستمر الوضع كما هو ظاهرا ً الحكم بعثي عربي وباطنا ً نصيري علوي ، مع ضرورة الاهتمام بالمراكز الحيوية في الجيش وكافة مرافق الدولة وعدم اسنادها إلا لمن يكون منا .
أخي العربي المسلم في كل مكان :
إن الصراع الذي يدور اليوم من خلف الستار في سورية لتأسيس دولة نصيرية فيها يهمك ويهم كل عربي مسلم ، وحتى يهم البسطاء الكادحين من أبناء الطائفة النصيرية الذين لا يزالون كما كانوا في فقرهم وعوزهم وجهالتهم ، تتاجر بهم هذه الطبقة المستغلة من الضباط المتآمرين والمشايخ الرجعيين النفعيين .
وبصراحة أقول لقد استطاعت هذه الطغمة أن تصور للسذج من أبناء الطائفة النصيرية بأن أوضاعهم ستتحسن عندما يتحقق الحلم المنشود ... بدون أن يدور بخلدهم بأن النتائج ستكون خطيرة ً ... وخطيرة ً جدا ً..!!
فيا أخي العلوي الكادح :
عد إلى ضميرك النقي الطاهر وفكّر بمصيرك ومصير عائلتك إذا تألب عليك الرأي العام العربي والإسلامي من كل حدب وصوب !!
وتنحى عن هذه الفئة الضالة المضللة !!
وأنت يا أخب العربي المسلم :
ارحم البسطاء المغرورين من أبناء الطائفة فلا تحقد عليهم عندما تدق ساعة الصفر وتعال معي لنقرأ سوية هذه النبوءة التي يستغلها المشايخ ويخطط لها العسكريون من أبناء الطائفة وكان أولى نتائج هذا التخطيط تسليم منطقة القنيطرة والجهة الجنوبية كمرحلة أولية تمهد لالتقاء الأعورين وتحقيق النبوءة .
عندما يلتقي الأعوران :
هذه النبوءة الخطيرة جدا ً التي أرويها ليست أسطورة خرافية يا أخي في العروبة والإسلام بل أنها نص رمزي وإشارة باطنية موجودة في كتاب الأسوس من كتبنا التأويلية وإليك النص الحرفي :
( ... عندما يبلغ المريخ إلى مرتبة الأوتاد الأربعة ويكون بهرام في المطالع يظهر من الجنوب وحيد العين الذي يكون مجتمعا ً فيه حدث الميم وقدم الدال عندما يصبح بهرام في الوتد بمقدار عشر درجات يكون وارد الوقت وحيد العين قد ظهرت أعلامه الخضراء من الشرق راكبا ً الميمون وبيمينه ذو الفقار المسنون فيطهر البلاد ويقضي على الفساد ، وينصب الخيام على العاصي وينهى الناس عن المعاصي ويطعم الجائع وعندما يصل بهرام إلى المغارب في تلك السنة يكون صاحب حدث الميم وقدم الدال قد وصلت راياته إلى دمشق واتجهت جيوشه إلى الشمال لتلتقي مع جيوش وارد الوقت وحيد العين فتتلألأ الأنوار القدسية وتظهر الأظلة والأشباح والأيتام من خلف القباب لتؤدي الطاعة إلى وارد الوقت سيدنا وحيد العين ويدوم العز في رؤوس العوالي وترفرف الأعلام فوق الجبال ، مدة سبعين عاما ً بالتقريب تكون كلمة وارد الوقت واحد العين هي السائدة يخدمه وحيد العين صاحب الحدث الميم وقدم الدال والله أعلم ) .
هذا النص الخطير موجود في كتاب الأسوس صفحة (213) والمشايخ الآن يطبقون هذه الإشارات ويفكون رموزها بشكل يخدم الصهيونية خدمة عظيمة للغاية ، ولا شك أن الأيادي الصهيونية وراء هذه الحكاية من أساسها والمشايخ يطبقون هذه النبوءة في الوقت الحاضر كما يلي :
إن السيد أو شعيب الذي كان وحيد العين أي أعور سيحتجب عن طريق التناسخ ويظهر من الجنوب فيحتل دمشق ويتجه نحو الشمال ليؤدي الطاعة إلى وارد الوقت وحيد العين ، أعور ، وعندما يلتقي الأعوران سيدوم حكمهما مدة ( 70) عاما – وأبو شعيب يفسرونه مشايخنا اليوم هو موشي دايان – حدث الميم وقدم الدال ، ولهذا السبب تنازل المقدم جديد والنجيب أسد عن جنوب سورية لوحيد العين صاحب حدث الميم وقدم الدال تسهيلا ً لالتقاء الأعورين على نهر العاصي حيث سيدوم ملكهما (70) سنة ، لأن النصوص المتعلقة بقيام دولة العلويين مرهون بقيام سيطرة وحيد العين على دمشق وحتى نهر العاصي ... وبعد هذه السيطرة يكون الوقت لإقامة الدولة العلوية وظهور أبو شعيب .
أخي العربي المسلم :
هذا واقع ، وإني أقول مرة أخرى إني أتحدى المنظمة العلوية ، وما أتيت بهذا البيان إلا لأظهر للعالم العربي والإسلامي أن دمشق ستسلم إلى إسرائيل إن بقي صلاح جديد وزبانيته ، وما عليك إلا أن تتضامن مع رفيقك في جهاد مقدس لاستئصال شأفة هذه العصابة الخائنة التي تسعى لتحقيق هذه النبوءة . وقد سبق تسليم دمشق تسليم جنوبها دون حرب فعلية بل بكلام صدر عن مذيع مريض لا يعرف شيئا ً .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
الشيخ عبد الرحمن . خ
جبلة في 25 ذو القعدة 1387 هجرية .


منقول من صفحة طائفتي نصيري

ثورة صالح العلي ودوافعها الطائفية.


ثورة صالح العلي ودوافعها الطائفية.

قد يتوهم البعض بأن ثورة صالح العلي النصيري كانت بدافع الوطنية مما يدل على وجود وطنيين بينهم وخونة كغيرهم من الطوائف الأخرى ولكن المطلعين على تاريخ هذه الطائفة ليدللون على أنها لم تكن لدافع وطني بل كانت بدوافع شخصية وحجتهم في ذلك:
1-أن ثورة صالح العلي كانت محصورة في منطقته ولم تعمم كافة مناطق النصيريين.
2-يقول محمد كرد علي في خطط الشام ج3 ص 174, 175: أما مبعث ثورة صالح العلي, فإن الدراسة التحليلية لها قادتنا إلى القول بأنها ترتبط أساساً بالصراع الذي كان قائماً بين النصيريين والإسماعيليين, وهو صراع قديم اشتد حين استولى الإسماعيلية على بلدة القدموسي التي تعد من أهم مراكز النصيرية, وكان صالح العلي يشن هجماته عليها لطرد الإسماعيلية منها, ولما جاء الفرنسيون وتحالفوا مع الإسماعيليين فكان طبيعياً أن يهاجم صالح العلي الإسماعيلية وحلفاءهم الفرنسيين.
3-استغلت الحكومة العربية النزاع القائم بين صالح العلي وخصومه الإسماعيليين وحلفائهم الفرنسيين, فعينته نائباً عن جبل النصيريين لقاء تعاونه معهم كما اتصلت به حركة الاتحاديين في تركيا وأمدته بالسلاح لتضغط على فرنسا فتجبرها على الانسحاب من كليكيا وتقطع كل صلة لها بالعروبة والإسلام وكان لها ذلك حيث انسحبت فرنسا من كليكيا عام 1920م.
4-وما أنا تخلى الاتحاديون عن صالح العلي بعد انسحاب فرنسا من كليكية واشتدت هجمات الفرنسيين على صالح العلي حتى استسلم عام 1921م بعد وساطة زعماء النصريين دون أن يمسوه بأذى بينا أعدموا كل من وقع في أيديهم من قادة الجهاد الوطني من المسلمين.
5-وقامت الثورة السورية في المحافظات عام 1925 واستمرت حتى عام 1927م ولم تحرك نداءات المجاهدين وقادة الحركة الوطنية الشعور القومي والوطني لدى صالح العلي, مما يؤكد أن ثورته لم تكن بدوافع وطنية بل بدوافع شخصية وطائفية, ولو كانت بدوافع وطنية لاستجاب صالح لنداءات المجاهدين ولضم جهوده إلى جهودهم. ولكن صلحه مع المستعمرين أخمد في نفسه رغبته في تحرير وطنه, ولم يبق في الميدان سوى رجال الحركة الوطنية يتجاوب معهم كافة أفراد الشعب المسلم, وتحرك يوسف العظمة وزير الحربية السوري ليقاوم زحف الجيش الفرنسي في معركة غير متكافئة القوى, نال خلالها شرف الشهادة في الوقت الذي كان فيه صالح العلي يعلم ولاءه للمستعمرين, واضمحلت روحه الوطنية التي تتاجر بها طائفته والجاهلون ممن حولهم.

نقلا عن صفحة طائفتي نصيري 

Wednesday, September 5, 2012

العلويون وبيع الجولان



ليست وثيقة واحد بل وثائق... و ليس وطن واحد مباعا بل اوطان:
بيع الجولان :
خلال شهر نيسان من عام 1967 حدث اشتباك جوي بين المقاتلات السورية و الاسرائيلية التي وصلت الى فوق دمشق و قصفت اهدافا في محيط العاصمة و قالت الاذاعة السورية يومها ان جيشنا اسقط خمس طائرات اسرائيلية بينما قالت اسرائيل انها اسقطت اثنتي عشر طائرة سورية ، ثم صدر بلاغ اردني يقول ان ثلاثة طيارين سوريين موجودين في الاردن تم اسقاط طائراتهم فوق الاردن . و كان لهذه الحادثة ضجة كبيرة في سوريا و دول الجوار اذ كانت اول مرة تحدث منذ عام 1948، و على اثر ذلك ادلى وزير الدفاع السوري حافظ الاسد بتصريح اكد فيه على جاهزية القوات المسلحة و قدرتها على شن الهجوم داخل العمق الاسرائيلي و ليس فقط الدفاع عن سوريا ، و عندما سئل : كيف سيكون ردنا في حالة اعتدت اسرائيل على سوريا ؟ أجاب :
" اصبحت استعداداتنا لمواجھة اي عدوان كاملة وقد اخذنا بعین الاعتبار احتمال تدخل الاسطول السادس. ومعرفتي لامكانیاتنا تجعلني اؤكد بأن اية عملیة يقوم بھا العدو ھي مغامرة فاشلة.وقد اصبحت قواتنا جاھزة ومستعدة لیس فقط لرد العدوان وانما للمبادرة لعملیة التحرير بالذات ونسف الوجود العدواني الصھیوني من وطننا العربي. وھناك اجماع من جیشنا الذي طال استعداده ويده على الزناد في المطالبة بالتعجیل في المعركة، ونحن الان بانتظار اشارة من القیادة السیاسیة. وانا كعسكري ارى ان الوقت قد حان لخوض معركة التحرير ولابد على الاقل في نظري، من اتخاذ حد ادنى من الاجراءات الكفیلة بتنفیذ ضربة تأديبیة لاسرائیل تردھا الى صوابھا وتجعلھا تركع ذلیلة مدحورة تعیش جوا من الرھبة والخوف يمنعھا من ان تفكر ثانیة بالعدوان. ...."(1) و بالغ الاسد بقوله ان طائراتنا قد حلقت فوق تل ابيب اكثر من مرة و ان اختراق اجوائنا من قبل العدو هو امر طبيعي يحدث و قد يحدث و لا علاقة له بالضعف او القوة ....
هذا ما ادلى به حافظ الاسد قبل حرب حزيران 67 بشهر واحد عن حالة الجيش الذي يقوده و امكانياته و قدراته .... كان وزير الدفاع يكذب عن سبق الاصرار و الترصد ، فحالة الجيش السوري كانت قد وصلت بعد انقلاب البعث 1963و وصول ابناء الاقليات الى راس السلطة السياسية و العسكرية ، كانت حالة مزرية و مشينة ، فالجيش لم يكن قادرا على شن هجوم و حسب بل كان عاجزا عن ان يحمي دمشق فيما لو قررت اسرائيل الحرب ، لقد كان وزير الدفاع كاذبا بحكم الوقائع و شهادة الشهود من البعثين انفسهم فقد قال سامي الجندي : لقد حذرت حكومتي اعتمادا على التقارير التي كانت تصلني بصفتي في لجنة المتابعة العربية ان اسرائيل تنوي احتلال الجولان و ان قواتنا العربية كلها مجتمعة لا تعادل نصف قوة اسرائيل و لكن صيحاتي ذهبت ادراج الرياح اذ يبدو ان الحكم في سوريا كان يعد لهزيمة على مستوى الامة كلها .و ما ذكره الجندي اكده تقرير نشرته مجلة التايم الامريكیة في الشھر الاول من عام ١٩٦٧ تضمن وصفا لامكانيات الجیش السوري ورد فیه :
"ان ھذا الجیش المسلح بأسلحة روسیة قديمة يبلغ تعداده ( 60 ) الفا بینما لدى اسرائیل جیش تعداده ٣٥٠ الفا كما تملك سورية اقل من ٥٠٠ دبابة و ١٢٦ طائرة، منھا ست وعشرون طائرة میغ 21فقط يمكن استعمالھا في الخطوط الامامیة، فالقوات السورية ناقصة بشكل مشین لان التطھیر شمل اكثر من نصف ضباطھا، وعمداء الیوم كانوا نقباء منذ امد لا يتجاوز الثلاث سنوات، واكثر من ذلك فإن ثلث الجیش السوري مقیم في دمشق لدعم النظام وحمايته". (2)
قبل انطلاق حرب الخامس من حزيران ارسل الملك الحسين بن طلال رسالة الى عبد الناصر عن طريق الفريق عبد المنعم رياض و كلفه بايصالها لعبد الناصر شخصيا و مما جاء فيها :
ان الجماعة في سوريا مخترقين و بعضهم متواطئ مع جهات لديها خططها و هم يسعون لاشعال حرب بهدف اقحام مصر فيها ثم توجيه ضربة قاضية لها (3)
و كلام شبيه بكلام الملك الحسين قاله سامي الجندي ايضا : لقد كان الحكم في سوريا يعد لهزيمة للعرب كي يبقى الثوري الوحيد سيد المناخ الثوري العربي ( 4)
عندما شنت اسرائيل هجومها على القواعد المصرية و افتتحت الحرب فجر الخامس من حزيران عام 1967 فان الجيش السوري الذي كانت يد افراده على الزناد ينتظر محاربة اسرائيل – كما وصفه الاسد – لم يعلن الحرب على اسرائيل مستفيدا من انشغال العدو على الجبهة المصرية بل انتظر قادته حتى قام الطيران الاسرائيلي بتدمير العدد القليل من الطائرات السورية في حظائرها بعد ساعات من تدمير القوات الجوية المصرية و عند ظهيرة الخامس من حزيران اعلن وزير الدفاع الحرب على اسرائيل ، و خلال اليومين التاليين من الحرب لم يسعى الجيش السوري لتوسيع هجومه على العدو مستفيدا من انشغاله في سيناء بل اكتفى بقصف سهل الحولة ، و عندما طلبت مصر وقف اطلاق النار في اليوم السابع فان القيادة السورية لم تفعل المثل بل انتظرت حتى انكفئ الجيش الاسرائيلي باتجاه الجولان و اخترق تحصيناته و بعد ان سقط الجولان طلبوا وقف اطلاق النار ، هذا الوزير –حافظ الاسد - نفسه من استبق سقوط الجولان و اعلن سقوطه قبل ساعات من دخول القوات الاسرائيلية اليه (5) و في الوقت الذي كانت القوات السورية لا زالت في الجولان اعلن وزير الدفاع سقوط الجولان و حرض جنود الجيش على قتال العدو بالسكاكين و الشوك ثم اصدر امرا بانسحاب كيفي من الجولان .
حدثني احد الذين حاربوا في الجولان فقال : لم نر اسرائيليا واحدا لنقاتله في الوقت الذي كانت الاذاعة السورية تعلن سقوط الجولان ، ثم جاءنا امر بانسحاب كيفي فخرجنا من مواقعنا و عدت قافلا الى دمشق سيرا على الاقدام ، لم نر عدوا في الجولان لنقاتله قبل انسحابنا
هذه حقيقة شهد بها جنود و سياسيون و عسكريون ، و الحقيقة التي لا شك فيها ان اسرائيل لم تكن لتستطيع اختراق تحصينات الجولان و السيطرة عليه لولا الامر الذي وجهه وزير الدفاع للجيش المرابط هناك بالانسحاب ، فمرتفعات الجولان كانت حصنا طبيعيا يعجز أي قوة عسكريةفي ذلك الوقت على اختراقه ، و هذا كلام شهد به الامريكيون انفسهم ، حيث جاء في وصف لمرتفعات الجولان و تحصيناتها في مجلة التايمز الامريكیة اوائل شھر ايلول عام ١٩٦٧ ما يلي: :
" "تسیطر سوريا على سلسلة من التلال الصخرية الشديدة الانحدار تمتد لمسافة اربعین میلا،وتشرف على سھول منكشفة للنیران، على جوانب التلال ثلاثة خطوط دفاعیة مستقلة فوق بعضھاوكل خط تحمیه طبقات ثلاث من الالغام، واسلاك شائكة واستحكامات منیعة، وللوصول الى الطبقةالعلیا يجب عبور تسعة خطوط، ماجینو مصغرة، وعلى كل طبقة من الطبقة العلیا تكمن متاريس صخرية تحت الارض وابراج مدفعیة من الخرسانة تبلغ سماكة جدرانھا خمسة اقدام، وتربط كل ھذا انفاق سمیكة الجدران، وقد حفرت المرائب في الارض لتضم الدبابات والمركبات، وتحمي مواقع المدفعیة طبقة ارضیة ارتفاعھا عشرين قدما، كذلك زرعت حقول الالغام بفخاخ ضد الدبابات".
لم يكن حافظ وحده في مؤامرة تسليم الجولان بل كان معه كل من صلاح جديد (الامين القطري لحزب البعث ) و وزير الخارجية ابراهيم ماخوس ، و كلهم من العلويين و لا ادل على مقدار الفضيحة التي صنعها هذا الثلاثي يومها من انهم اتخذوا قرارا بعدم حضور مؤتمر القمة العربية في الخرطوم لمعالجة تداعيات الهزيمة ، و للتمويه على الشعب المخدوع ارسلوا وزير الخارجية ما خوس ليحضر المؤتمر كما اعلنوا غير ان ماخوس وصل الخرطوم و بقي منزويا في الفندق حيث يقيم و لم يجرؤ على المشاركة في الاجتماعات فلما انفضت القمة عاد الى دمشق ، و يعلل اكرم الحوراني تهرب ماخوس من حضور القمة بقوله :
أن نیة المؤتمرين كانت تتجه لاستجواب وزير الخارجیة السوري عن الاسباب التي دعت سورية لعدم خوض المعركة، خلال انشغال الجیش الاسرائیلي في المعركة مع مصر، مع انھا كانت سببا من اسباب الازمة وكانت تحرض على الحرب مع اسرائیل.(6)

لقد كانت صفقة سلم بها حافظ الجولان مقابل تفاهمات تقضي فيما تقضي بوصوله لحكم سوريا بدا ذلك واضحا بعد الحرب حيث اخذت كفة حافظ ترجح في السيطرة و النفوذ في سوريا على حساب الذي مكنه و رقاه من قبل و هو صلاح جديد حيث استطاع حافظ الاطاحة باحد اهم رجالات جديد احمد سويداني (7) رئيس الاركان و نصب مكانه صديقه القديم مصطفى طلاس عام 1968 ، و مع تصاعد النزاع بين جديد و الاسد بدا واضحا ان الصراع هو بين الشرق السوفياتي و الغرب الامريكي و كان الاسد هو رجل الغرب ازاء جديد البعثي الاسم الماركسي التوجه و لا يمكن فصل الدعم الغربي للاسد عن موقفه من قضية الجولان و التسهيلات التي قدمها لاسرائيل حليفة الغرب في ذلك ، و في هذا يقول يوسف زعين اخر رئيس وزراء بعثي قبل انقلاب الاسد عام 1970:
وأن مجيئ الاسد للحكم يأتي ضمن ترتيبات القرار 242" ، القرار الصادر عن مجلس الامن بعد حرب 1967مشيرا إلى أنه قبل أن يتولى الحكم "قررنا عزله، ولكن تراجع أحد الأشخاص عن التصويت أوقف القرار (8)
و هناك شاهد من الجهاز الحاكم في تلك الفترة حول قضية بيع الجولان اثرت تركها لخاتمة هذا المقال فهي تكفي للدلالة عما اقترفه النصيريون بحق سوريا ، هذه شهادة احد قدامى حزب البعث و قيادات الصف الاول و اول وزير للاعلام في عصر البعثيين ثم سفيرا لهم في باريس ، هي شهادة السياسي و الاديب سامي الجندي ، و هو اخو رئيس المخابرات العامة في ذلك الوقت عبد الكريم الجندي الممثل للجناح الاسماعيلي في حكم الاقليات الطائفية ، ننقلها كما جاءت في كتابه (كسرة خبز) باختصار ، يقول سامي الجندي :
جاءني وزير الخارجية ابراهيم ماخوس و قال مراوغا و محيطا حديثه بهالة من القدسية عن التضحية طالبا ان يبقى الحديث سرا بيني و بينه ، قال لي يجب ان تلتقي آبا ايبان (وزير الخارجية الاسرائيلي) من اجل الجولان ، قال لي انه يقوم بلعبة ذكية ستفاجئ العالم و تنقذ جزء عزيزا من ارض الوطن و اننا ان نجحنا فسنسجل نصرا تاريخيا اهم من غزو جبل طارق
يقول الجندي : فاستمعت اليه و هو يشير بيديه غير مصدق ثم سألته : هل الرفاق (البعثيون) موافقين على ذلك ، فقال و قد اخذه الحال : و هل تظن انهم يرفضون خاصة اذا بقي الموضوع سرا بيننا ؟ ، قلت اعطني تفويضا شخصيا منك ان تعذر ان يكون جماعيا يبقى سرا بيننا فيما لو عرف الناس بالامر ، فغضب الدكتور ماخوس و قال : انتم جيل الحزب الاول لم يعد منكم (كار) لقد هرمتم و خرفتم و لم تعودوا اهلا للتضحية ، ثم اخذ يسرد قصة الجنرال الانكليزي الذي مثل الخيانة على الالمان و اعدمته بريطانيا لتثبت مزاعمه و لتجعل الالمان يصدقوا تقاريره ثم برئ بعد الحرب ، يقول الجندي : رأيتني بعين خيالي معلقا في ساحة المرجة و تساءلت لم ؟ هل يعود الجولان على جثتي ؟ ان من يعرف ماخوس جيدا يعلم انما هو صوت معلمه (جديد او الاسد) لقد حذرت الحكومة مرارا و تكرارا ان اسرائيل تنوي احتلال الجولان و لقد دخل العرب حرب حزيران و قواتهم كلها نصف قوة اسرائيل و لم يكن احد من المسؤولين يجهل ذلك فكيف تعيد اسرائيل الجولان بلعبة ثورية ذكية ؟
قلت لماخوس : و ما ثمن الجولان ؟ قال : الاعتراف باسرائيل
ثم يردف الجندي فيقول : كنت شاهدا على استغاثات الدكتور ماخوس يوم طلب وقف اطلاق النار : نسلم القنيطرة ليقف الزحف ... فامر الجيش بالانسحاب ، هناك اسئلة كثيرة ترد للذهن : لماذا لم يطلب الحكم السوري وقف اطلاق النار مع مصر و الاردن ما دام الاستمرار بالقتال مستحيلا ؟ يجيب الحكم السوري : انه كان ينوي متابعة الكفاح المسلح و لا ننس ان الحدود السورية لم تمس الا في 9 حزيران
ان العسكريين الذين حاربوا في الجولان فعلوا ذلك دون اوامر ، اما الذين انسحبوا فقد انسحبوا بناء على خطة ... ترى ما هي الخطة ؟ لقد تم اخلاء الجولان من سكانه منذ 5 حزيران .. لماذا ؟ لست بحاجة للقول ان اعلان سقوط القنيطرة قبل ان يحصل امر يحار فيه كل تعليل ...فوجئت لما رأيت على شاشة التلفزيون مندوب سوريا في الامم المتحدة يعلن سقوط القنيطرة و وصول القوات الاسرائيلية الى مشارف دمشق و المندوب الاسرائيلي يؤكد ان لا شيء من ذلك حصل
قال لي الدكتور ماخوس فيما بعد : انها خطة ماهرة لارعاب العالم من اجل انقاذ دمشق
فسالته و الكفاح المسلح ؟ فالقى التهمة على عبد الناصر و انه هو من طلب ايقاف القتال ، فسألته : هل كان القتال ممكنا ؟ فاجاب بحديث طويل استخلصت منه لا(9)




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. جريدة البعث – 21 \ 5 \ 1967
2. نفس الكلام ذكره باترك سل عن حالة الجيش السوري عام 1967 في كتابه الاسد و الصراع على الشرق الاوسط
3. محمد حسنين هيكل – الانفجار الكبير – ص 438
4. سامي الجندي – كسرة خبز – ص 16
5. مذكرات اكرم الحوراني
6. نفس المصدر السابق
7. لجأ احمد سويداني (سني حوراني) اواخر عام 1968 الى السفارة الجزائرية في لبنان طالبا اللجوء السياسي فرفض الجزائريون ذلك لعلاقات الصداقة التي تربط بومدين بقيادات البعث ، فاتجه نحو العراق فرفض العراق استقباله بتحريض من امين الحافظ فعاد الى سوريا فاعتقله حافظ الاسد ، و يذكر الحوراني في مذكراته ان سويداني كان حتى عام 1991 لا يزال في السجن و يذكر ايضا ان سويداني سلم السفارة الجزائرية وثائق تخص محاكمة كوهين باعتباره رئيسا للمخابرات و مشرفا على التحقيق وقتها
8. أسرار يوسف الزعين - الكاتب المصري الهامي المليجي
9. سامي الجندي - كسرة خبز – ص 14-18


الصارم المسلول

العلويون واليهود .. شبكة كوهين




العلويون واليهود .. شبكة كوهين
الياهو كوهين:
كوهين يهودي مصري هاجر الى اسرائيل بعد حرب 1956 حيث قام الموساد بتدريبه للقيام باعمال التجسس في سوريا سافر بعدها للارجنتين بجواز مزور صادر عن الجمهورية المتحدة باسم كامل امين ثابت حيث انخرط هناك في الجالية العربية بصفته رجل اعمال و من الداعمين للقضية العربية حيث اقام علاقات متشعبة مع الكثيرين من النافذين السوريين و منهم امين الحافظ الملحق العسكري في السفارة السورية في الارجنتين
دخل الى سوريا مع وصول البعثيين للحكم و استطاع بناء شبكة من العلاقات على ارفع مستوى شملت العديد من قيادات البعث و من السياسيين و العسكريين و موظفي الاذاعة و الدوائر الحكومية و الكثير من الرجال و النساء و الفتيات و في احدى حفلاته كان ضيوفه حيدر مردم و فخري البارودي و جلال السيد .. و اصبح كوهين بعد فترة مقربا من قيادة البعثيين عن طريق تمويل النفقات المالية للحزب و يستنتج مما ذكره المطلعون على محاكمة كوهين ان احد مهام كوهين كانت اختراق حزب البعث ثم العمل على توجيهه بما يلائم اسرائيل في سوريا ،قال منصور الاطرش : لفت انتباهنا ان بعض المداولات السرية لقيادات البعث كانت تذاع من اسرائيل.. و يبدو ان هذا العمل قد تم استكماله بعد كوهين من قبل شبكته التي استمرت بالعمل و كان منها قيادات من الصف الاول من البعثيين فالواقع اليوم يقول ان ذلك قد تم بدليل السلم التام على الجبهة السورية مع اسرائيل منذ عقود
لقد زار كوهين الجبهة السورية ثلاث مرات على الاقل و شهد في احداها مناورة لسلاح المدرعات في الجولان و كانت للمعلومات التفصيلية التي زود بها اسرائيل عن الجيش السوري دورا كبيرا في احراز نصر 1967 الى جانب خيانة وزير الدفاع حافظ الاسد


قبض على كوهين بتهمة التجسس لصالح اسرائيل في منزله الواقع اخر حي ابو رمانة المواجه لقصر الضيافة حيث يقيم امين الحافظ ، و بعد التحقيقات التي اجريت شكلت له محكمة لمحاكمتة برئاسة المقدم صلاح الضلي و عضوية النقيبين محمود الحمرا و خالد ارسلان و الرائدين سليم حاطوم و محمد رباح الطويل


كانت محاكمة كوهين مسرحية هزلية بكل معنى الكلمة كشفت للناس العاديين يومها ان المحاكمة ما هي الا تمثيلية اعدها قادة البعث بالتنسيق مع كوهين ليغطوا على الحقيقة المرة انهم مخترقون من قبل اسرائيل و بعض قياداتهم جزء من شبكة كوهين التجسسية حيث كانت الاشياء التي اظهرتها المحاكمة كلها غير ذات معنى بالقضية الاساس ، فالذي علمه الناس وقتها :
1. ان كوهين بنى شبكته قبل الثامن من اذار من رجال و نساء و لكنه بعد الثامن من اذار لم يستطع التعرف و لو على شخص واحد و ان المعلومات التي حصل عليها و ارسلها لاسرائيل كانت الخلاف الذي حدث بين عبد الكريم زهر الدين قائد الجيش و رئيس الجمهورية ناظم القدسي و تكليف صلاح البيطار بتشكيل الوزارة و هي امور يعرفها أي مواطن عادي وقتها

2. كانت الاسئلة الموجهة لكوهين من المحكمة ضحلة و تافهة مثل سؤالها لكوهين عن رأيه باسرائيل و عندما هم كوهين بالكلام قاطعه رئيس المحكمة بخطبة نارية عن الوطنية

3. استهلكت المحكمة مع كوهين وقتا طويلا في الحديث عن علاقاته الجنسية و مغامراته الغرامية

4. توصلت المحكمة الى ان كوهين لم يزر الجبهة السورية و لكنه زار منطقة الحمة فقط (منطقة الحمة هي من مناطق الجبهة)

انتهت المحاكمة دون ان يصل المواطن الى فهم ماذا حدث و كيف حدث و اختصر الموضوع بشخص كوهين و اصدر حكم الاعدام عليه بينما كان كل ما حدث من محاكمة هزلية هو التستر عن الحقيقة ، ادين كوهين بنفسه فقط و لم يدن احد معه من الشبكة التي كان شكلها و التي باعترافه كانت تزيد عن 40 شخصا ، و بعد اعدامه ظل التساؤل و الى اليوم : اين بقية شبكة كوهين ؟
بعض الوقائع المتفرقة التي حدثت بعد موت كوهين تشير بلا لبس الى جماعة الحكم البعثي و بعضهم بالاسم كحافظ الاسد ، و نستعرض هنا بعض الحوادث في هذا الموضوع :
1. قال كوهين خلال المحاكمة انه تعرف قبل الثامن من اذار على ما يزيد عن اربعين شخصا و وثق علاقاته معهم غير ان المحاكمة لم تطلب منه التعريف باسماء اولئك الاربعين و بقي سرهم غامضا الى اليوم مع ان وسائل الاعلام العربية في حينها اتهمت بعض اعضاء المحكمة بعلاقاتهم مع كوهين ، و يقول اكرم الحوراني : كان معروفا لنا في ذلك الوقت عن وجود علاقة بين احدى فتيات كوهين و هي مضيفة طائرة ورد اسمها في المحاكمة و بين رئيس المحكمة صلاح الضلي (كانت عشيقته) و قد حاول الضلي نفسه ابعاد التهمة عن صديقه المشار اليه بالتورط مع كوهين و هو احد اعضاء المحكمة الرائد سليم حاطوم حيث سأل كوهين هل تعرف سليم حاطوم ؟ فاجاب كوهين بالنفي و اكتفت المحكمة بتصديق نفيه دون نقاش

2. بعد اعدام كوهين قامت مجلة الاسبوع العربي اللبنانية بنشر مقابلة مع احمد سويداني رئيس المخابرات السورية وقتها و المشرف على المحاكمة و مما ادلى به سويداني وقتها معلومات اكثر مما جاء بالمحاكمة عن كوهين حيث ذكر ان المعلومات التي ارسلها كوهين لاسرائيل تناولت :
3. معلومات تفصيلية عن القوات المسلحة
معلومات عن رجال السياسة و الجيش
معلومات اقتصادية
و يذكر ان احمد سويداني هو احد رجالات صلاح جديد و كان قائدا للاركان خلال حرب 1967 و سقط بعد الحرب بسبب الصراع الذي احتد بين صلاح جديد و زير الدفاع حافظ الاسد فهرب الى لبنان و التجأ الى السفارة الجزائرية التي رفضت اعطاءه اللجوء السياسي فتوجه الى العراق فرفض العراق استقباله فعاد الى سوريا فاعتقله حافظ الاسد ، و يذكر الحوراني في مذكراته ان سويداني كان حتى عام 1991 لا يزال في السجن و يذكر ايضا ان سويداني سلم السفارة الجزائرية وثائق تخص محاكمة كوهين باعتباره رئيسا للمخابرات و مشرفا على التحقيق وقتها

4. يقول اكرم الحوراني جمعني غداء في بغداد مع عدد من قيادات البعث السوري المنفيين اواسط السبعينيات و كان من الحضور الضابط محمد وداد بشير و هو احد الذين القوا القبض على كوهين حيث ذكر لي ان عددا من الضباط اشهروا مسدساتهم لينتزعوا كوهين منهم .و محمد وداد بشير على ما يذكر امين الحافظ انه ضابط اشارة في مخابرات الجيش و هو من حرك موضوع الموجات الغير معروفة التي كانت تصدر و لم يستطع الجيش فك شيفرتها فرفع الموضوع لامين الحافظ الذي استعان باجهزة روسية و تم تحديد مكانها و القاء القبض على كوهين و خلال حكم حافظ قامت المخابرات السورية باختطاف هذا الضابط من لبنان الى سوريا حيث اودع السجن و ذكر احد من كان معه في السجن انهم قد سجنوه في الزنزانة نفسها التي كان فيها كوهين و كان لا يزال مسجونا عام 1990
5. بعد ايام قلائل من اعدام كوهين عثر بعض الرعاة في سرغايا على جثة في احد الكهوف و تبين ان هذه الجثة هي جثة كوهين قام البعض بمحاولة تهريبها الى اسرائيل عبر لبنان فادركهم النهار فخبأوها ليتابعوا الرحلة ليلا . و الحادثة بحد ذاتها تؤكد ان هناك شبكة كبيرة وراء كوهين في سوريا و بعضها في مراكز القيادة اذ كيف يمكن سرقة جثة لشخص ككوهين ثم نقلها ؟
نذكر في النهاية ان الذين كانوا يحكمون سوريا خلال فضيحة كوهين هم :
امين الحافظ : (سني ) امين مجلس الرئاسة و كان ألعوبة بيد الحلف الطائفي من الاقليات
صلاح جديد : (علوي ) الرجل الاول و الاقوى في الحكم و المسيطر على القيادة القطرية
محمد عمران : (علوي ) منافس صلاح جديد زير الدفاع
حافظ الاسد ( علوي ) قائد سلاح الطيران
سليم حاطوم : (درزي ) قائد وحدات المغاوير المكلفة بحراسة النقاط المهمة في دمشق
ان الشيء الاكيد ان امين الحافظ لم يكن من شبكة كوهين بدليل ان اسرائيل شنت هجوما عليه بعد اعدام كوهين الذي وقع عليه و حاولت ان تغمز بوجود علاقة بين الاثنين ، و ربما ما حدث بعد اعدام كوهين من انقلاب على امين الحافظ بواسطة قوات قادها ثلاثة اشخاص من طائفتين (علويين و درزي ) هم سليم حاطوم (المغاوير ) و رفعت الاسد (الحرس القومي ) و عزت جديد (سلاح الدبابات ) دليلا على من هم شبكة كوهين ، اما الاخرون باستثناء حاطوم الذي كان لا يشك احد حينها بعلاقات الصداقة بينه و بين كوهين فان ما فعله حافظ من اختطاف الضابط الذي تولى اعتقال كوهين ثم اودعه السجن في نفس الزنزانة التي كان بها كوهين و سجنه لاحمد سويداني قائد الاستخبارات عند القبض على كوهين و المشرف على التحقيق حتى فترة التسعينيات (و لا يعرف ان اطلقه ام لا ) ليدل عن علاقات ربطت الاثنين دفعت حافظا للانتقام ، هل كان حافظ الاسد خليفة كوهين و احد اهم اركان شبكته ؟

الصارم المسلول 

Sunday, September 2, 2012

العلويون والأقليات


في الوثيقة التي وقعها ممثلوا الطائفة العلوية المطالبين ببقاء الاحتلال الفرنسي، أكدوا على أن الأقليات الدنية ستتعرض للابادة ان حكم المسلمين بعد انهاء الانتداب وأن الاسلام دين لا يقبل غيره من الأديان!؟ لست باحثا فكريا لأكتب عن الاسلام، لكني لم أجد فيما قرأت وبحثت في تاريخ بلاد الشام أن أي من الأقليات تعرض للاضطهاد والذوبان على يد مسلمي بلاد الشام، وجدت معارك طائفية حدثت في جبال لبنان ليس للسنة يد فيها ولم يشاركوا فيها! وجدت حربا سميت بحرب النصيرية على الاسماعيلية في أواخر القرن التاسع عشر وحتى الربع الأول من القرن العشرين، وجدت أن طائفة المارون المسيحين هاجروا من نواحي حلب بعدما تعرضوا لاضطهاد مزدوج بين الكنيسة والعثمانيين، وجدت أن صافيتا والقامشلي ذات الأغلبية المسيحية والوجه المسيحى قد فُرغوا من المسيحين تماما وتغيرت هويتهما في الـ30 سنة الماضية. سوريا الغنية بتنوعها هي... ســـــــــــــــــــــــــــــوريـة حـرة.

غسان عبود

(من يقول أن بشار الأسد أو عائلة الأسد خطفوا الطائفة العلوية

صديقٌ أثق برأيه، في سياق حوار قال لي: (من يقول أن بشار الأسد أو عائلة الأسد خطفوا الطائفة العلوية رأى المشهد لكن بشكل معكوس، الطائفة العلوية هم من خطفوا بشار الأسد وجعلوه ينفذ مايريدوا وهو أمل بقاء السلطة المطلقة بيد الطائفة، لأنهم متمسكون بهذا الأمل وان لم يُقدم لهم الأمل شيئا طيلة 45 عاما، لكن البشر محكومون بالأمل، في بداية الثورة هددوه في عدة أحياء علوية وخصوصا في مظاهرات طرطوس عندما رددوا شعار بشار على العيادة وماهر على القيادة كانت رسالة موجهه له تعني ان كنت ستتخاذل فهناك بديلك ورمز أسدي مثلك، وهو استسلم بكل شهوة لرغبتهم) صديقي ليس طائفي ولا يمكن أن يكون! سَكتُ كمن فجع بحقيقة يعرفها في قرارة نفسه لكنه لا يريد أن يرها. قريبا... ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوريـا حـرة.
غسان عبود

ليست وثيقة واحد بل وثائق... و ليس وطن واحد مباعا بل اوطان:



ليست وثيقة واحد بل وثائق... و ليس وطن واحد مباعا بل اوطان:

القسم الثالث :
كانت مطالب زعماء العشائر النصيرية من حكومة الانتداب الفرنسي كما لاحظنا سابقا تتمحور حول وجوب عدم الحاق دولة العلويين بالدولة السورية و مطالبين بالاستقلال متذرعين بذرائع اختلاف الدين بالدرجة الاولى ، و في الحقيقة هذه الرغبة بالاستقلال لم تكن وليدة مفاوضات الاستقلال بل هي نزعة موجودة منذ وطئ الفرنسيون ارض سوريا و لعل في هذا الجزء من رسالة للجنرال غورو الى حكومته بباريس في السنة الاولى للانتداب ما يكشف هذه الحقيقة بوضوح ، يقول غورو في رسالته تلك :
" أُفيدكم بهذا الصدد، أنّ النصيريين الذين يستيقظ شعورهم الإقليمي للحكم الذاتي، منذ لم يعد للأتراك دورٌ هنا لتذويبهم مع المسلمين.......... فقد تلقيتُ برقيةً تفيدني بأن 73 زعيماً نصيرياً، يتحدّثون باسم جميع القبائل، ويطالبون بإنشاء اتحاد نصيري مستقلٍ تحت حمايتنا..."(1)
لم تستطع فرنسا تحقيق الاستقلال المنشود للنصيريين في دولة مستقلة و باءت محاولات النصيريين بالفشل و قوبلت بالرفض من قبل الفرنسيين (مكرهين ) لاسباب سنذكرها في اخر البحث ، فلما ايقن زعماء النصيريين بعدم امكانية تحقيق حلمهم بالانفصال و انفضحت حقيقة المراسلات المتبادلة بين النصيريين و الفرنسيين جاءت رسالتهم المطالبة بالوحدة مع سوريا مسايرة لمتطلبات العصر ، و مما جاء في هذه الرسالة :
معالي وزير الخارجية- باريس
جئناكم وقد نفذ صبرنا نشكو سياسة التفرقة المشؤومة التي ما زال يسير عليها ممثلو فرنسا في حكومة اللاذقية حتى يومنا هذا .
إن أغلب هؤلاء الموظفين الموجودين في بلادنا منذ سنوات عديدة ,يستخدمون سلطاتهم المطلقة لمحاربة كل فكرة للتوحيد بين سكان البلد الواحد .وهم لا يفتأون بمختلف الوسائل ,تغرير القلة من المنتفعين حولهم الذين جمعوهم حولهم للمطالبة بالإبقاء على الوضع الراهن ولا غاية لهم سوى ضمان الإستمرار في مراكزهم,وتأمين مصالحهم الخاصة حتى لو كان ذلك على حساب بلادهم , والبلد الذي دعوا لخدمته فرنسا
ويبدو أنهم في الآونة الأخيرة قد تفتق ذهنهم عن وسيلة جديدة للوصول إلى غايتهم:
فبمقابل البيان المتحرر الصادر عن مجلس الوزراء الفرنسي الجديد والمتعلق بتحقيق استقلال سورية ووحدتها أخذوا يستنفرون أنصارهم ووقعوا على عرائض جديدة تشير بصورة غير مباشرة , وإن كان لا لبس فيها,إلى إبقاء حكومة اللاذقية على نظامها الحالي ................
الموقعين على هذه الرسالة طائفة كبيرة من مشايخ النصيريين و بعض المسيحيين (2)
ان محتوى رسالة الوحدويين يركز على ان العلويين مسلمين و عرب و هم سوريين مثلهم مثل باقي الشعب السوري و ان الانفصالييين مجموعة من الانتهازيين الذين هم ادوات بيد السلطات الفرنسية التي تريد تمزيق الوطن الواحد ..... ان مثل هذا الانشاء لشديد الشبه بما كتبه عبد الرحمن الخير في كتبه عن حقيقة كون النصيريين مسلمين و عرب و وطنيين كما كتب غيره بنفس النفس الوطني و كل ذلك لحرف الانظار عن حقيقة النصيريين و عدم تسليط الضوء عليهم .
ان حقيقة كون ان للنصيريين خطابين الاول خاص بالطائفة و يقوم على الطائفية و العمل من اجل الطائفة يتم تداوله بين جموعهم فقط ، ازاء خطاب اخر قومي وحدوي يلبس العلويين لباس الاسلام و العروبة هو حقيقة لا شك فيها ، و لولا هذا ما كان لهم ان يخترقوا المجتمع السني و يخدروه في الوقت الذي كان التخطيط و المكر منصب على التمكين للطائفة النصيرية و بقيادة مشايخهم الدينيين (سليمان الاحمد ، عبد اللطيف مرهج ، عبد الرحمن الخير ....) لذلك ليس من الغرابة ان يكون غالبية الموقعين على وثيقة الوحدة هم من مشايخ النصيريين ، و كما قلنا كان للنصيرية في كل مراحلها في العصر الحديث خطابين و خطين لهما قيادة واحدة و لكنهما متشعبين الاول قاده رجال الدين و كان خطابا تخديريا للمجموع السني (تعتبر مؤلفات عبد الرحمن الخير نموذجا مثاليا لذلك ) ، و الثاني تآمريا نفذته القيادات العشائرية (السياسية) ثم انتقل عملها لطبقة العسكريين التي ظهرت في الجيش و تم التمكين لها بواسطة الفرنسيين و العديد من خراف السنة (مثل اكرم الحوراني )، ان كلي وثيقتي الانفصال و الوحدة مع سوريا هما من مصدر واحد و ليس من فريقين متعاكسين و ان بدا في الظاهر ذلك ، فالانفصاليون سعوا لتحقيق الانفصال فلما ايقنوا ان ذلك غير ممكن تدخل الدينيون بوثيقة تخديرية لمسايرة الوضع و لتزييف الحقيقة و هذا يشابه الى حد بعيد ما حدث في الستينيات فقد قامت القيادة العسكرية و السياسية للنصيريين (جديد – الاسد – ماخوس ) بصفقة تسليم الجولان فلما احست القيادة الدينية بان الوضع يوشك على الانفجار من قبل السنة بسبب هذه الفعلة مما قد ينعكس على الطائفة نفسها خطت خطوة استباقية فاعلن عبد الرحمن الخير عن بيان تتبرأ به الطائفة من افعال العسكريين ثم لاحقا بعد ان استتب الامر و لم يحدث شيئ تبرأ الخير مما قاله و انكره و لم يسمع له انتقادا لحافظ و افعاله
اذا كان كاتبو العرائض المطالبة بالاستقلال حفنة قليلة من العلويين لا تمثل الا نفسها فكيف عرف كاتبو عريضة الوحدة ان الانفصاليين ابرقوا للفرنسيين و كيف عرف الوحدويون بالمحتوى الذي تضمنته الرسائل الانفصالية حيث نجد في رسالة الوحدويين ما يدل على ان كاتبيها على علم و دراية بما تحتويه رسالة الانفصاليين مثل قولهم ان حجة الانفصاليين هي اختلاف الدين بين العلويين و المسلمين ؟
ان تسلسل التواريخ المؤرخة للوثائق يدل على ان الوحدويين تداركوا فشل الانفصاليين و غطوا عليه بوثيقة سايرت حقيقة انه لا يمكن الانفصال في تلك الظروف ، فرسائل الانفصاليين مؤرخة بين 8 و 11 حزيران 1936 ، و رسالة الوحدويين جاءت بعدها بعشرين يوما ، في 2 تموز 1936، تبع ذلك في 4 كانون الاول من نفس العام اجتماع جمع المندوب السامي الفرنسي مع المجلس التمثيلي لمدينة اللاذقية و هاشم الاتاسي اعلنوا فيه ضم حكومة اللاذقية للجمهورية العربية السورية
أما لماذا لم يستطع العلويون الانفصال بدولتهم و هو ما سعى له كاتبو الرسائل الثلاث المطالبة بالانفصال فان الجواب نجده عند المندوب السامي جبرائيل بيو ، حيث قال :
" إنّ سلطة الانتداب اضطرت لضم بلاد العلويين للدولة السورية بسبب أن العلويين لم يصلوا إلى مستوى حكم أنفسهم بأنفسهم، حتى عاصمتهم اللاذقية، لم تكن قط علوية من حيث السكان، فهي مدينة سنية أولاً ويتبعهم الروم الارثوزكس من حيث العدد."(3)
و نفس الامر قاله جاك فوليرس:
أن سلطة الانتداب الفرنسي، والتي كانت تشجّع استقلال دولة العلويين، تراجعت عن تلك السياسة لسببين، السبب الأول أن الطبقات الشعبية لم تصل إلى مستوى فهم الفرصة التاريخية لبناء دولة، والسبب الثاني أنّ دولة العلويين كانت من الناحية الاقتصادية فقيرة جداً لتحمل أعباء مصاريف دولة، فكان على سلطة الانتداب ضمها لباقي دول المشرق التي كانت تحت الانتداب الفرنسي.(4)
عندما انسحبت فرنسا من سوريا لم ينتهي دور رعايتها لللاقليات و منهم العلويين بل تغير الاسلوب فبدل انشاء دولة مستقلة خطط لهم بالسيطرة على سوريا ابتداء من خلال جيش المشرق –الذي ضم الاقليات الدينية و العرقية – هذا الجيش الذي رفضت فرنسا تسريحه بل اصرت على بقائه و اعتماده كنواة للجيش السوري ، و لاحقا ستكون عملية الانقلابات عملية غربلة و اصطفاء للوصول بالاقليات للحكم و لم يعد سرا اليوم ان كون الانقلاب الاول (انقلاب حسني الزعيم) عام 1949 كان وراءه الفرنسيون و الامريكيون ثم توالت الامور حتى ثورة البعث المشؤومة و استتباب الامر للنصيريين في اخر انقلاب لحافظ عام 1970
بنهاية الامر لم يكن هناك انفصاليون و وحدويون بل جماعة واحدة عملت من اجل طائفتها و سايرت المتطلبات و تلاءمن معها و جيرتها لصالحها و لو كان ما نعلمه من حاضر هذه الطائفة يبشر بخير و يعطي مثالا حميدا عن اخلاقها لتجاوزنا الموضوع و اعتبرناه زلة من البعض و لكن عندما نرى اصرارا و تصريحا بلا مواربة على تدمير سوريا حجرا حجرا و سحق اهلها فاننا لا نستطيع سوى ربط الواقع بالماضي فاحداث التاريخ سلسلة مترابطة متصلة يقود بعضها الى بعض بترابط منطقي لا تنفصل فيه المقدمات عن النتائج ، (فلن تحصد وردا من زراعة الشوك ) و من لم يقنعه ما ذكرناه من ماضي هذه الطائفة فان في واقعها الحاضر ما يغني عن التاريخ

في المنشورات اللاحقة سنتطرق الى ما باعوه من سوريا (الجولان - اسكندرون..) و من بلاد العرب (لبنان - العراق ...) و اشياء اخرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. كوثراني، بلاد الشام، ص. 211.
2. محفوظات وزارة الخارجية الفرنسية -سورية/لبنان- مجلد 492/493
3. جبرائيل بيو - سنتان في المشرق، 1939- 1940، ص. 148
4. جاك فوليرس- بلاد العلويين، صفحات 120 – 121
 





منقول

اغتيال النصيرية للعقيد السني عدنان المالكي

الى اذناب النظام والمخدوعين به من الطائفة السنية
هذا هو الحقد والمكر النصيري منذ عشرات السنين يتآمرون علينا. 
في سنة 1936 حدثت واقعة بالغة الاهمية يرويها شاهد عيان هو الشاعر السوري اللاذقاني المشهور محمد المجذوب رحمه الله حيث قال كتابه الاسلام في مواجهة الباطنية كنا وصلنا الى ساحة المرجه في دمشق ايام مفاوضات الكتله الوطنية وكان برفقتي شيخ جبل النصيرية يومها صالح العلي الذي باغتني بان ربت على كت
في وقال ايه يا شيخ محمد اتعلم اننا سنحكم هذا البلد فالتفت اليه مستغربا وقد وقع معنى كلامه على اذني وقوع الصاعقة واستفسرت كيف هذا وما هذا الذي تقول يا شيخ صالح وعن أي شيء تتحدث ؟ فاجابني اقول ماتسمع سنحكم نحن العلوين سوريا فهتفت من اين لك هذا فقال انه مايبشرنا به جفر الامام علي عليه السلام ويعلق محمد المجذوب في الحاشية فيقول ذاك جفر فرنسا الذي همس في اذنهم وبشرهم ورسم لهم خريطة الطريق
•جرى في عام 1943 تأسيس حزب البعث في باريس برعاية فرنسية وتكونت نواته الاولى من حفنة من الطلبة السوريين في الجامعات الفرنسية 
•وتمضي السنون من بعدها حتى نصل الى عام 1955 الذي شهد وقوع جريمة سياسية مروعة ماتزال خفاياها تشكل لغزا عند السوريين من اقدمين ومحدثين في الملعب البلدي في دمشق قام ضابط الصف النصيري العلوي في الجيش السوري عبد الرحيم يونس باطلاق النار غدرا على العقيد عدنان المالكي رئيس العمليات ونائب رئيس الاركان في الجيش السوري فأراده قتيلا وما كاد يفيق المجتمعون حول المالكي المغدور في سرادف الملعب حيث كانوا يتفرجون على مباراة كرة قدم حامية الوطيس بين المنتخبين السوري والمصري من هول الصدمة بعد ان رأوا العقيد المسلم السني عدنان المالكي جثة على كرسيه مضرحا بدمائه وهو الشخصية الساحرة اللامعة التي كانت ملئ سمع وبصر اهل سوريا حتى سمعوا دوي الرصاص مرة اخرى اذ نهض خلسة ملازم في شرطة السير اسمه عيسى عجي فأطلق الرصاص على قاتل عدنان المالكي الرقيب النصيري عبد الرحيم يونس وهو يقول انه قومي سوري كان هذا القاتل الثاني ضالعا في المؤامرة وكان يبغي بتحديده لهوية عبد الرحيم يونس ووصفه بأنه من الحزب القومي السوري ان يضرب عصفورين بجريمة واحدة اذ قصد الى ان يخفي الصبغة التأمرية الطائفية لتلك الجريمة بحق المالكي السني عل يد هذا النصيري وان يوهم كل من شهد وسمع الوقائع في الملعب بأن الجاني هو الحزب القومي السوري وهو بيت القصيد اذ كانت تلك الجريمة بداية عهد الاضطهاد الشرس للقوميين السورن حيث اتهم رئيسهم يومها جورج عبد المسيح بأنه خطط للجريمة فلاقى جورج وزوجه ما لاقوا الجدير بالذكر ان من ابرز من تولى التحقيق في جريمة اغتيال المالكي بعض ممن لاتزال تحوم حولهم الشبهات ولعل اشهرهم المقدم النصيري المتقاعد غسان جديد والضابط الاخر فؤاد جديد الذي كان يمسك ببعض ملفات التحقيق هذا اضافة الى قاتل القاتل عيسى عجى الذي ابى التعاون مع المحققين وكان ثمة من يدعمه في الخفاء ويسانده ويمنحه الحصانة وفي نهاية المطاف ادين في الجريمة النصيري العضو في الحزب القومي السوري بديع اسماعيل مخلوف فقرر القضاة العسكريون اعدامه غير انهم لسبب ما ارتأوا ان يعدموا معه ضابط سني هو منعم دبوسي من باب المساواة وهكذا كان حيث اعدم الاثنان علما بأن السني دبوسي لم يكن هناك من ادلة كافية تدينه
منقول


تهجير العلويين لمسيحيي سوريا



يقول الباحث الفرنسي Jacques Weuleresse بأنه منذ مطلع القرن التاسع عشر كان المسيحيون يشكلون أغلبية في بعض القرى مثل ديرشميل و علمية فأصحبت نصيرية ,وفي عام 1921 بعد هجمات النصيرية قرر نصف سكان قرية سرية المسيحيون الهجرة الى سكالبية ثم تبعهم البقية فيما بعد و قد كان نفس الأمر كذلك بالنسبة لمسيحيي المنطقة الدخلية ولإسماعيليي الجبل. فقد انحدر الفلاحون النصيريون من جبالهم واحتلوا الغاب كله غرب نهر العا
صي. اما في السهل فقد استقروا على التلال المهجورة مثل (تب سلهب) كما انتشروا داخل سوريا حيث ان في قضاء حماه يوجد 40 قرية لهم 
ويقول الكاتب ايضا " وقد ساعدهم على ذلك كون النصيري فلاحا مخادعا لا يتسنى للبدوي ان ينافسه في هذا المضمار وهذا ما جعل اغوات حماه يفضلونه على الثاني حينما يريدون استثمار اراضيهم ,كما انهم يرون في الفلاحين النصيريين اكثر ضمانا و خضوعا لأن هؤلاء الفلاحين لا يمكنهم الاستغناء عن وصاية اسيادهم و حمايتهم وهذا ما يفسر الاستيطان الحديث للقرى الشمالية الشرقية لقضاء حماه"
ملاحظة الخريطة في فترة متأخرة من الانتداب الفرنسي .

منقول

Saturday, September 1, 2012

المسلمون السنة في الساحل السوري أصولهم و توزعهم



المسلمون السنة في الساحل السوري أصولهم و توزعهم . 
الساحل السوري هو الساحل الممتد من لواء اسكندرون شمالاً إلى غزة جنوباً هذا الساحل الذي شهد خلال تاريخ الكثير الكثير من المعارك و الحروب بين الشرق و الغرب و لعل أهم هذه الحروب هي الحروب الصليبية و التي كانت بدايتها من هذا الساحل و نهايته منه و لقد تميز تاريخ الساحل السوري على مر العصور بالغموض و الإهمال ،على ما أظن أن إهمال تاريخه أمر مقصود و هو جزء من مخطط كبير مرسوم للسيطرة على مشرقنا العربي الإسلامي ، و على كل دارس أو باحث أو مهتم أن ينتبه إلى هذه الحقيقة : ساحل بلاد الشام الذي دفع ثمنه المسلمين غالياً من دمائهم الزكية و بنوه بعرقهم اليوم أصبح ساحل غير أسلامي يسيطر عليه النصيريون شمالاً و الموارنة سابقاً و الشيعة اليوم وسطاً و اليهود جنوباً إذاً ساحلنا يتعرض لمخطط متكامل لتغيير هويته الإسلامية من شماله إلى جنوبه اليوم سأقدم دراسة بسيطة و سهلة عن الجزء الشمالي الأكثر غموضاً و الأخطر وضعاً من هذا الساحل إنه الجزء الذي تسيطر عليه الطائفة النصيرية الساحل سوري ، يتألف من أربعة مدن في الساحل هي اللاذقية و جبلة و طرطوس و بانياس و مدينة في الجبل هي الحفة و جميعها مدن أسلامية عاش فيها المسلمون و النصارى جنباً إلى جنب دون كره أو حقد هذه المدن الخمسة تتعرض منذ قرن من الزمن لحملة منظمة لتغيير هويتها الإسلامية و لتهجير أهلها المسلمون السنة و النصارى حملة سيطرت على الأرض و على الإعلام و على هواء وماء و أعراض البشر لدرجة أن هنالك الكثير من أبناء الأمة الإسلامية لا يعلمون حقيقة الغالبية السنية التي تسكن الساحل السوري إلى يومنا هذا رغم كل ما تعرضت و تتعرض له من مضايقات يومية من أجهزة أمن الطائفة النصيرية و من تفقير و تجويع و تقتيل حقاً إنها غالبية صامدة و صامته تستحق الاحترام و التشجيع و الاهتمام و إن هذه الغالبية السنية تنحدر من عدة أصول أهمها :
التركمان : يشكلون 15 % من سكان الساحل السوري و أهم مركزهم برج إسلام و صليب التركمان و ناحيتي القساطل و ربيعة و جميعها قرى جبلية تقع في شمال محافظة اللاذقية و لديهم حي كبير في شمال مدينة اللاذقية هو حي علي جمال و لقد كان للتركمان دور كبير في الماضي القريب و البعيد في حماية الساحل السوري و بناءه و أعماره و لقد أتوا مع جيش السلطان سليم و استقروا منذ ذلك الحين أي منذ 500 عام تقريباً و من أهم الشخصيات التركمانية التي مرت على الساحل السوري شخصية لا يعرفها الكثيرون خارج سوريا و يعرفها الشعب السوري جيداً من علماء الأزهر الشريف رجل الدين الزاهد المتعبد سيد شهداء سوريا الشهيد الدكتور الشيخ ممدوح جولحة ، لم يعوض إلى يومنا هذا للأسف ممدوح جولحة قتل و مثل بجثمانه من قبل عصابات الأجرام النصيرية و الشيخ الشهيد عبد الستار منلا أيضاً أستشهد في أحداث الثمانينات للأسف اليوم تناقص عدد التركمان بشكل ملحوظ و ذلك نتيجة للظروف القاسية التي يعانون منها داخل سوريا من إهمال و عزل ووووو إلخ لدرجة أن أراضيهم سيطر عليها بمرسوم جائر هو المرسوم 59 انتزع منهم ملكية أراضيهم و جعلها من أملاك وزارة السياحة و التي أعادة توزيعها لأبناء الطائفة النصيرية و سبب الثاني في تناقص عددهم هو خطأ استراتيجي تركي ، الحكومات التركية أخطأت بتقديم تسهيلات لمثقفي و أذكياء التركمان ليدرسوا و يستقروا بتركيا مما حول التركمان باللاذقية إلى مجتمع بعيد عن الثقافة و عن أي دور سياسي أو اجتماعي بعدما كانوا أصحاب دور محوري و رائد في الساحل السوري 
الأكراد : و يشكلون حوالي 40% من سكان الساحل السوري و يختلفون عن التركمان بأنهم لا يتكلمون الكردية إنما هم فقط من أصول كردية و يشتركون مع التركمان بسحب ملكية أراضيهم منهم على أنها أراضي حدودية !! مع من لا أعلم !!! من أهم مراكزهم سلسلة الجبال المسماة باسمهم جبال الأكراد أتوا إلى الساحل السوري مع صلاح الدين و هنالك البعض منهم أيوبيو النسب ، تركهم صلاح الدين في جبال اللاذقية ليشكلوا فرق عسكرية خفيفة و سريعة الحركة تنهك العدو و تمنعه من الاستقرار في الساحل السوري ريثما تصل الجيوش من الداخل السوري و قد نجحت خطة صلاح الدين في حماية الساحل السوري على مدا 850 عام مضت و هنالك قول مشهور لصلاح الدين : تحرير بيت المقدس يبدأ من اللاذقية كان جيش المسلمين كلما أراد تحرير بيت المقدس يتعرض للهجوم من قبل الصليبيين القادمين من اللاذقية مما اضطر صلاح الدين لتحرير اللاذقية و كان أمامه خياران الأول ترك حامية كبيرة بها لحمايتها و هو خيار اثبت فشله لسببين الأول سهولة الالتفاف عليها و ضربها من جبلة أو البسيط و الثاني سيخسر المسلمون خدمات هذه الحامية في المعركة الأساسية معركة بيت المقدس لذلك لجأ للخيار الثاني و هو التغيير الديموغرافي بزرع أهله بجبالها بعد تحرير قلعة صهيون و كان للأكراد دور بارز بمختلف الأحداث التي مرت على الساحل و لعل أهم أدوارهم هزيمتهم للفرنسيين بعد المجازر التي شهدتها بابنا عام 1918 م و حصولهم على الحكم الذاتي طيلة فترة الحكم الفرنسي لسوريا و نضالهم الشرس و الكبير ضد آل الأسد في الثمانينات و هنالك جزء من الأكراد يسمون الصهاونة لأنهم يسكنون في منطقة جبل صهيون و هؤلاء ليسوا من أصول كردية صافية لأن العثمانيين وضعوا الكثير من الأتراك و أفراد الانكشارية معهم في هذه المنطقة و يعد الصهاونة من أكثر من تعرض للقتل و للمجازر في العصر الحديث من أهم هذه المجازر مجزرة بابنا الشهيرة على يد المقدم علي بدور عام 1918 م بدعم من الفرنسيين ،و قتل المئات من أبناء صهيون في الثمانينات لعل أهمهم برهان الدين عطور نقيب المحامين و الدكتور محمد عكرمة ، الدكتور محمد عاكف رستم و أكراد اللاذقية يتعرضون لأهمل كبير من قبل القومجيين الأكراد لا يعترفون عليهم و لا يذكروهم أبداً و اليوم هنالك خطر كبير يهددهم بتحالف وجهائهم مع النظام حيث أن النظام استطاع و نجح باستمالت الأجيال الشابة من الأكراد و يعتمد عليهم و هم أصبحوا من أكبر مؤيديه من غير النصيرية .
سكان اللاذقية : و هم خليط من عائلات عربية رفيعة النسب معظمها قرشية و من عائلات تركية و كردية و من مماليك و ألبان و من بعض من أسلم من مسيحيي الساحل و من الصليبيين و من الإيطاليين الذين استقروا باللاذقية و أسلموا مع مرور الوقت و معظمهم ممن جاهد و من ثم استقر باللاذقية و هؤلاء جميعهم تعرضوا لحملة تقتيل و تهجير في الثمانينات لم يسلم منها إلا قلة قليلة من العملاء و اليوم يعانون من انتشار الفقر و غلاء بيوت السكن و من العزل و من الجهل لدرجة ترى الفرد منهم يتعاون مع قتلته .
إن المسلمون السنة في الساحل السوري أمانة بأعناق مسلمي العالم و الخوف كل الخوف عليهم من خطرين أساسيين خطر تقتيلهم على يد النصيرية بعد سقوط النظام و خطر تشيعهم على يد الدعاة الفارسيين إن استمر النظام و هما خطرين أحلاهما مر فعلى الأمة الإسلامية جمعاء تقع مسؤولية نشر الوعي لخطورة ما يتعرض له الساحل السوري من مؤامرة كبرى هدفها تغيير هويته و هنالك مثل بسيط ليعلم العالم كله حقيقة المؤامرة على سبيل المثال القساطل قرية تركمانية و على الحدود مع الدولة الأم تركيا و التركمان استقروا بالساحل منذ 500 عام تقريباً و قدموا الكثير من أرواحهم للدفاع عن هذا الساحل و بعد القساطل توجد كسب و هي قرية أرمنية و أرمينيا بعيدة عنها آلاف الكيلو مترات و الأرمن حديثوا عهد بالساحل منذ مئة عام تقريباً و تحالفوا مع الفرنسيين و مع كل من أراد شر لهذا الساحل و رغم كل هذا نرى كسب كأنها جزء من أوربا و القساطل كأنها في العصور الحجرية هل تعلمون لماذا لأن النظام القومجي بسوريا ضد المسلمين السنة فقط لا غير .

منقول